الأخ العمدة :
هناك مذهب من المذاهب الإسلامية أسسه أبن حزم الأندلسي في القرون المتأخرة وهو الأخذ بضواهر الأمور وترك بواطنها وهذا المذهب أشتق لقب من ألقاب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ( أبو تراب ) وهذا اللقب أطلقه عليه الرسول صلى الله عليه وسلّم عندما غضب على زوجته البتول فاطمة الزهراء رضي الله عنها وذهب إلى المسجد مغاضباً فرقد على الأرض وجاء الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فوجده نائم على التراب ومتعفر به فأيقضه وهو يقول ( أبا تراب أبا تراب ) فكان من القابه أبا تراب وكما أشرت فأن المذهب الضاهري قد أخذ الأسم ( أبا تراب الضاهري )
والموضوع الذي نحن بصدده ليس التطرّق لهذا المذهب ولكن من أهم مبادي هذا المذهب هو أن الشخص يأخذ ما ضهر ويترك ما بطن بمعنا أنه إذا ترى بعينك شي أمامك رجل أو سيارة أو جمل أو أي شيء تصّدق به وإذا قيل لك وراء هذا الباب سيّارة فلا تصدّق حتى تراها بعينك وهذا من باب الحرص وهكذا الكثير من قومنا عندما نقول لهم يوجد جماعة مع القبيلة الفلانية ينتسبون لكم فأنهم يقولون : ما نذكر أحد , لم يغادر منا أحد , ما ذكروا آبائنا أحد , والقصد أنهم لا يصدقون ألا بمن يعرفونه في جيلهم بينما الكثير من جاليات القبيلة قد نزح قبل سنين كثيرة مما جعل الكثير لا يعلم ولكن الشرع اعتمد حديث الأفإضة حتى في جمع الحديث الذي يقضى في نصوصه أحكام شرعية فماذا نحن لا نأخذ به والمشكلة التي يعاني منها كاتب الأنساب هي التشكيك بمن ينتسب للقبيلة وهو يعيش خارج القبيلة وبناءً على هذا فأني أحرص كل الحرص على التوثيق لكي تبقى المصداقية
وأني لم أكتب هذا التوضيح استهجان بأحد من الأخوة الذين يريدون التحقق من أمر الأسر التي ترجع بأنسابها للقبيلة وهم لا يعلمون عن حقيقة أنتسابها وإنما شرحت هذا الشرح ليعرف صعوبة مهمة الباحث فهو مثل صاحب الغار والنار الذي يجلس بينهما فأن زحف للغار يخشى من الثعابين تلدغه وأن اقترب من النار أحرقته وهكذا وضع أخيكم أبن عبّار فهو بين أفراد القبيلة وبين من ينتسب لها وهكذا