أنتقدت مقال "التويم بين الماضى والحاضر" واضفت له أضافات علميه! ما المقال وماهي الملاحضات عليه؟
لم يكن انتقاداَ للمادة العلمية التى ذكرها الكاتب؟ ولكن هي مجرد
تساؤلات ومحاولة تسليط الأضواء على بعض الجوانب الغامضة التي ذكرها ابن لعبون رحمه الله فى تاريخه! كالقول مثلاَ" إن اَل حمد اَل بورباع قد نزلوا فى حله ونزل اَل مدلج فى حله من البلد" وهو يعني بهذا تاسيس بلدة التويم 700هـ ؟ ثم يكمل قائلاَ فى موضع اَخر" إن على بن سليمان بن حمد بن يعقوب إرتحل الى وادي حنيفة ومن ثم اشترى بلدة حريملاء من ابن معمر بستة مئة أحمر وذلك سنة 1054هـ 1635م" أقول أن اَل حمد الذين نزلوا التويم عام 700هـ وعمروها هم اَل حمد الذين اشتروا حريملاء بعد ذلك عام 1045هـ ! فكيف يستقيم هذا؟ وبين التاريخين قرابة الثلاثمئة وخمس وأربعين عاماَ! فالمقصود باَل حمد هو على وذريته؟ فهل اَل حمد من المعمرين التى تعدت اعمارهم الثلاثمئة عام؟! وهناك الكثير من الملاحظات والتصويبات التاريخية سوف أذكرها عن اَل بورباع وقبيلة الحسني ضمن المقال القادم إن شاء الله.
هناك فارق دقيق قد لايلاحظ بين التاريخ كهواية وبين البحث العلمي كمنهج ؟ ولاشك بأن الإلمام بالتاريخ بشكل عام حتماَ سيقود الى هذه النتيجة! فقد تجد رواية واحدة متفق على صحتها ولكنها متعددة الأوجه من حيث الأحداث؟ وهنا ياتي دور الباحث كي يربط الأحداث مع بعضها ويغطيها من الناحية الزمنية التاريخية وبكل جوانبها حتى يخرج بعد ذلك بالنتيجة التى يطمئن لها ؟ فالبداية تبدأ من هنا فهناك من لايقف عند هذه
التناقضات باعتباره من هواة قراءة التاريخ فقط ؟وهناك من يبحث ويدقق ويقارن بين الروايات والمدونات خصوصاَ إذا كانت المسألة تهمه وتعنيه كالنسب مثلاَ أو الأحداث التاريخية أوالإجتماعية وماشابه ذلك؟ فبالماضي كنا نسمع الروايات والقصص والحكايات ونحفظها كما هي؟ وعندما رجعنا بعد ذلك للكتب التاريخية المختصة وجدنا أن بعضها صحيح وبعضها لم يُذكر والبعض الأَخر غير مطابق لما حفظناه! ففى السبعينات ومرحلة الثمانينات كنا نسمع ونحفظ فقط ونقرأ دون تثبت ومعرفة ! وهذا راجع لحكم السن اّنذاك وقلة الخبرة وضيق المدارك! ولكن فى بداية التسعينات إختلف الوضع تماماَ فقد حصلت طفرة ثقافية فى التاليف واصدار الكتب وكثرة المؤلفات والمراجع التاريخية وخصوصاَ كتب الأنساب والقبائل وكذلك تعريب مدونات المستشرقين ومذكرات الرحالة وترجمتها للعربية كل هذا أدى الى أن نقف قليلاَ وقفة مع النفس؟ ومن هنا كانت البداية! فاول إشكالية واجهتها وأخذت مني جهداَ طويلاَ وبحثاَ مضنياَ كانت نسب وجذور وأصول قبيلة عنزة الحقيقي؟ وكما يقول المثل الشعبي بعد ذلك "رجل الدجاجة تجر الديك" توالت بعدها تبدل وتغير فى بعض المفاهيم الخاطئة والإعتقادات المغلوطة ونبذ كل ماهو مخالف للواقع والتاريخ والتخلص مما علق بالذاكرة من بعض ماورثناه وحفظناه
أنا أرى أن الأستاذ الباحث أبو مشعل قد كفى ووفى من هذه الناحية فهو قد غطى جميع موروث وإرث وتاريخ ونسب وماَثر القبيلة من جميع النواحي ومازال بهذا الجهد والنشاط فبارك الله فيه وفى جهوده المشهودة التى شهد لها القاصي قبل الداني؟
وأنا على المستوى الشخصي ودون مواربة لم أقرأ الى الاَن كتاباَ أو بحثاَ يخص قبيلة عنزة ككتاب أصدق الدلائل الوافي الكافي والجامع لجميع شئون مايخص قبيلة عنزة؟
كثيرة هي العقبات التي قد يواجهها الباحث ؟ وإن كنا لم نصل حتى الأَن الى مساحة حرية البحث بحكم العادات والروابط الأجتماعية وكذلك السياسية! ومن أهم العقبات وأشدها على النفس برأيي هو التهجم والتقول والإتهام والطعن والتشكيك بالنوايا والتعرض للأمور الشخصية من قبل ضيقي الأفق وممن لايرون أبعد من أنوفهم؟ فنحن شعوب لم نتعود على ثقافة الأختلاف ولانملك الشجاعة الأدبية للإعتذار والتراجع عن الخطأ إن وُجد! والسبب هو أننا أسرى لأهوائنا ورغباتنا وعواطفنا؟ فالعاطفة هي التي تحكمنا وليس العقل والمنطق والحكمة؟ فالمسالة هي أزمة نفوس وأخلاق قبل أن تكون أزمة في الرأي واختلاف فى وجهات النظر.
كثيرة هي الكتب المفقودة خصوصاَ كتب الأنساب والقبائل العربية؟ وماوصل ألينا الأَن من كتب تاريخية لايعادل 1% بالمئة مما قد فقد أو تُلف أو ضاع! وقد ذكر ذلك جملة من المؤرخين والمؤلفين العرب وأشاروا الى هذا فى كتبهم؟ وهناك أيضاَ جملة من الكتب المفقودة لم تُذكر أو تنشر سوف أُذكرها وأُشيراليها مستقبلاَ إن شاء الله.