ما كان لله يا عزيزي أبو ثامر فإنه يبقى وما كان للناس فإنه ذاهبٌ لا محالة ..

وأما بخصوص ما أوردت من أمثله لبعض ما يشاهده الناس في المجتمعات فلا تثريب بذلك إذا علمت أن الحياء قد ذهب من بعض الناس ولم يعد هنالك إحترام لكبار السن كما وأن التميز الذي توجده بعض الفعاليات غير مناسب وهو بوجهة نظري بدعة دخيله على مجتمعاتنا وهي مدعاة للطبقية ، فكيف بالداعي يكتب على قطعة ورقه صغيرة إسم فلان إبن فلان من الناس أو كبار الشخصيات فهذا أمر لا يجب تشجيعه أو موافقته ومواكبته فهو مخزٍ

وهنا سأورد لك قصة حصلت معنا في سابق الزمان وهي متقاربة مع ما أوردت لنا ، فقد دعينا إلى أحد مناسبات الزواج وقد قام الداعي وأخ العريس بمنادات الناس بالإسم للدخول إلى صالة الطعام فقال - كبار الشخصيات والشيوخ والمدرسين - فليتفضلوا أولاً وليدخلوا من هنا ..

كانت تلك اللحظة كفيلة بجعل ذلك الرجل أن يتمنى أن الله لم يخلقه لأنه قام عليه أحد الأفراد فقال له كثر مالك ، وقد عيره بمعيارة لا يحب سماعها وأخذ يتدخل على الناس أن يسكتوا ذلك المفوّه الذي أطال شتامه ولعانه وإهانته ، ولكن الناس قد مالوا إلى ذلك الرجل الذي قام بتوبيخه لأنه فعلاً يستحق ذلك ، وقد ترك الأغلبية مكان الحفل وتركوه مع القلة القليلة ..

من تواضع الله رفعه وصدقني أخي أبو ثامر أن هذه الإحتفالات أظهرت الوجه القبيح لمن كنا سابقاً نكن لهم الإحترام والوقار بسقوطهم في مثل هذه الأمور التي يجب أن يترفع عنها الرجل ..

كما وأنك تتفق معي أن جميع تلك الإحتفالات التي كثرت بالظهور على الشاشات الفضية ما هي إلا وليدت تلك الساعة ومن ثم تذهب في طي النسيان إلا أنها لم تولد إلا الشحناء والبغضاء والإنتقادات ..

والكمال لله وحده ..

طبت وطاب مسعاك ووفقك الله وسدد على دروب الخير خطاك ..