الإهداءات

 

 

   

 

    


  -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الإثراء العلمي (للإ طلاع) اللقاءات العلميه
اللقاءات العلميه اللقاء مع الباحثين المتخصصين ولقاءات صاحب الموقع العلميه الموثقه

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-10-2009, 12:36 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
باحث في التوثيق العثماني ومؤلف
إحصائية العضو







د. سهيل صابان غير متواجد حالياً


افتراضي


دراسة تمهيدية لقبيلة عنزة في وثائق الأرشيف العثماني

د. سهيل صابان
((1))
تعريف بالأرشيف العثماني
اصطلح الباحثون المهتمون بدور الأرشيف والوثائق العثمانية الموجودة بتركيا على إطلاق مصطلح الأرشيف العثماني على أرشيف رئاسة الوزراء الموجود بحي سلطان أحمد في مدينة إستانبول. أما غيره من دور الأرشيف التركية فتذكر مركبة، بإضافة المقر الذي تحفظ فيه الوثائق المتعلقة بالدولة العثمانية. مثل أرشيف طوب قابي، الذي يقصد به الوثائق المحفوظة بمتحف طوب قابي الواقع في مدينة إستانبول؛ وأرشيف البحرية الذي يشكل قسماً من المتحف البحري الذي يضم خمسة وعشرين مليون وثيقة من الوثائق الخاصة بالبحرية العثمانية، ويقع في مدينة إستانبول كذلك.
أما الأرشيف العثماني التابع لرئاسة مجلس الوزراء([1]) فهو الأرشيف العالمي الذي يتناول تاريخ الدولة العثمانية من نشأتها عام 699هـ (1299م) إلى انقراضها عام 1342هـ (1924م). ويعد من كبريات دور الأرشيف العالمية من حيث كمية الوثائق التي يضمها، وقد تم تصنيف 50 % من مجموع وثائقه التي تبلغ مائة وخمسين مليون وثيقة، حتى تاريخ إعداد هذا البحث([2]). وهذه الوثائق التي تتناول مختلف مناحي الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، تعد مصدراً تاريخياً مهماً، لا مندوحة للباحثين في تاريخ الدولة العثمانية وقبائلها عن الرجوع إليه، والاستفادة من مقتنياته. وهذه الوثائق تتناول مختلف مناحي الحياة الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما أنـها تسجل المباحثات التي جرت بين الدولة العثمانية والدول الأخرى، وتكشف النقاب عن الصراعات الداخلية سواء بين الدولة والحركات التي قامت في وجهـها، أو النزاعات التي جرت بين المواطنين العثمانيين في مختلف مناطق الدولة. يضاف إلى ذلك كثرة الدفاتر الخاصة بالضرائب ونوعيتها ومقدار الدخل، والموضحة للمنتجات الزراعية والحيوانية، ودفاتر الصادر والوارد من وإلى مختلف الولايات العثمانية. وغني عن البيان أن السجلات الشرعية الموجودة في دائرة الإفتاء بحي السليمانية في مدينة إستانبول تبين كثيراً من القضايا الاجتماعية التي وقع فيها النزاع وتم التحكم بموجبها إلى الشرع الشريف. ومن خلالها يستطيع الباحث دراسة كثير من القضايا الدينية والاجتماعية.
ومع تصنيف وفهرسة عدد كبير من تلك الوثائق، إلا أن الوصول إلى الوثيقة المطلوبة يحتاج إلى نوع من المران وبذل الوقت والجهد؛ نظراً لتصنيفها تصنيفاً مصدرياً (أي بالرجوع إلي المصدر الأصلي)، مما يجعل الباحثين يستعينون بالخبراء والملمين بمحتوى الأرشيف، يضاف إلى ذلك احتواء الوثيقة الواحدة في كثير من الأحيان على موضوعات مختلفة، حيث لا يذكر في سجلات الفهارس إلا ملخص وجيز يتناول موضوعاً واحداً في أغلب الأحيان، وقد تم تصنيف سجلات فهارس الوثائق بمعايير مختلفة، فمنها ما تعرف بالخطوط الهمايونية، وهي كثيرة جداً ، ومنها ما هي اقتصادية تتناول مختلف أنواع الضرائب وموارد الدولة، ومنها ما هي عسكرية تحوي أوضاع الجيش والأسلحة والشؤون العسكرية بشكل عام. كما أن هناك سجلات سياسية داخلية وأخرى خارجية، ولاسيما تلك التي تتناول الفترة الأخيرة من عهد الدولة العثمانية.
إضافة إلى كمية الوثائق التي يحويها الأرشيف العثماني وتنوعها([3])، من حيث تعلقها بتاريخ البلاد التي دخلت تحت حوزتها، فإن الاهتمام الذي يوليه إيَّاه الباحثون من مختلف أنحاء العالم، لدليل واضح على أهميته([4])، والدور المهم الذي يضطلع به في توفير المادة العلمية للحقبة التي يدرسها أولئك الباحثون.

التوثيق العثماني لقبائل الجزيرة العربية

إن كشف العديد من الجوانب التاريخية لأكثر من ست وثلاثين دولة قامت على أنقاض الدولة العثمانية، مدين للإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدولة العثمانية في حفظ جميع مراسلات الدولة العثمانية، الداخلية والخارجية، سواء المتعلقة بالفرد أو المجتمع، وسواء أكانت قضايا ثقافية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، وعدم إتلافها مهما كان موضوعها..
وكما هو معلوم فإن الوجود العثماني في بعض مناطق الجزيرة العربية، امتد أربعمائة سنة. وكان الحكم العثماني لبعض تلك المناطق صورياً، ولبعضها الأخرى حكماً مباشراً. وفي كلا الحالتين احتفظت الدولة بالمراسلات التي أجرتها مع تلك المناطق، وصانتها من عواقب الدهر والإهمال. وعلى العكس من ذلك، فلا نجد المراسلات الواردة من الباب العالي إلى مختلف مناطق الجزيرة العربية، إلا نادراً. فقد فقدت تلك الوثائق مع جلاء القوات العثمانية عن المنطقة. الأمر الذي جعل من الباحث المتخصص في تاريخ الجزيرة العربية الحديث ممن يود الاستفادة من وثائق العهد العثماني، يتوجه إلى إستانبول؛ للبحث والاستفادة؛ في الوقت الذي كان الأصل فيه أن يجد الباحث تلك الوثائق في أماكنها التي تركها العثمانيون لما غادروا الجزيرة العربية.
ومع مرور الأيام والسنوات فإن الاهتمام بهذا الأرشيف من لدن الباحثين المتخصصين من أنحاء العالم، أصبح في ازدياد كبير. وإذا دخلتَ إلى الأرشيف، ولا سيما في بعض شهور الصيف، قد لا تجد كرسياً تجلس عليه؛ من كثرة عدد الباحثين القادمين من مختلف دول العالم. وعلى الرغم من عدم وجود علاقات للدولة العثمانية ببعض الدول التي ينتمي إليها بعض أولئك الباحثين، إلا أنهم يتعلمون اللغة العثمانية، ويتوجهون إلى الأرشيف؛ لإعداد أبحاث علمية من خلال الوثائق الموجودة فيه. والسبب المباشر في ذلك التوجه – حسب ظني – الاستفادة من خبرة الدولة العثمانية التي استمرت ستمائة سنة في الحكم، في التعامل مع مختلف الشعوب والدول، وفي مختلف الحقب التاريخية. ناهيك عن بعض الدول التي يعدّ التاريخ العثماني تاريخاً مشتركاً لها ولمدة أربعمائة سنة؛ إذ إن استفادة مثل هذه الدول من مقتنيات الأرشيف العثماني يعدّ أساسياً في توضيح جوانب عديدة من تاريخها المعاصر.
والحقيقة أن أبرز ما تتميز به وثائق الأرشيف العثماني، التأريخ بدقة للأحداث والوقائع التاريخية. وهو الأمر الذي لا نجده في الروايات التاريخية، كما لا نجده في بعض التواريخ المحلية، ولا سيما في الجزيرة العربية التي كان الاعتماد – شبه الكلي - في نقل الأحداث التاريخية على الذاكرة. ومن هنا فإن الرجوع إلى وثائق الأرشيف العثماني، سوف يثري الموضوعات التاريخية للجزيرة العربية، كما ينقل وجهة النظر العثمانية لكثير من قضايا المنطقة وبلسان رسمي ومصدر أولي. ولا سيما أن هذا المصدر يتكون من مراسلات إدارية، وليست مدونات أعدت للنشر. يضاف إلى ذلك ما تكشف عنه تلك الوثائق من موضوعات طريفة وجديدة عن تاريخ المنطقة.. وليس من الضرورة أن يكون كل تلك الموضوعات سياسية بحتة؛ بل هناك مئات الموضوعات الثقافية والاقتصادية والصحية والاجتماعية عن المنطقة. وحتى الموضوعات السياسية تحمل في طياتها أخباراً جديرة بالذكر والمعرفة.
إن الأسئلة الكثيرة التي يمكن أن تدور بخلد الباحثين في تاريخ الجزيرة العربية وقبائلها، يمكن العثور على أجوبة ضافية عليها من الأرشيف العثماني، أو عل أقل تقدير إشارات إليها. وبما أن مقتنيات هذا الأرشيف من الوثائق مدونة بالحرف العربي، وفيها آلاف الخطابات العربية، التي بعثها زعماء الجزيرة العربية وأعيانها في مختلف العهود التاريخية إلى الحكومة المركزية في إستانبول، فإن الاستفادة منها في كشف العديد من الجوانب التاريخية لبعض مناطق الجزيرة العربية ممكنة.
وبناءً على ما تتناوله وثائق الأرشيف العثماني من أحداث ووقائع لتاريخ العديد من مناطق الجزيرة العربية في العهد العثماني فلها قيمة تاريخية. ونظراً لكونها قد كتبت وأعدت من قبل أفراد الجيش العثماني من الضباط أو المفتشين والإداريين - وبما أنهم كانوا مضطرين لتقديم معلومات صحيحة في تقاريرهم تلك؛ لأنها تتعلق بأمن الدولة في هذه المناطق واستمرار وجودها - فلها قيمة موضوعية أيضاً.
إن هذه الوثائق مادة علمية جاهزة للباحثين الراغبين في دراسة تاريخ الجزيرة العربية وإجراء مقارنة بينها وبين المصادر التاريخية المعاصرة لها سواء كانت عربية أو عثمانية. وبناءً على ما سبق فيمكن للباحث اختيار موضوع معين من مئات الموضوعات الواردة في تلك الوثائق الكثيرة لنيل درجة علمية فيها، وذلك من خلال دراستها وإجلاء غوامضها وكشف ما يكتنفها من ملابسات. لكن على الباحث أن يتحلى بالصبر والمتابعة؛ للوصول إلى المعلومات التي يريدها.
كما أن هناك لوائح خاصة، تم تنظيمها من لدن المسؤولين الإداريين أو المفتشين العسكريين في الجزيرة العربية أثناء الحكم العثماني، تتناول اقتراحات لإصلاح الوضع الاقتصادي والتجاري والعلمي. إضافة إلى الوضع السياسي في المنطقة. كما تحوي إحصاءات تتناول عدد السكان والمساكن، وموارد الدخل وغيرها من أوضاع المنطقة في تلك الفترة. كما تتناول أوضاع القبائل العربية، والمناطق التي كانت تنتقل إليها، وعلاقات بعضها بالبعض، والمحاولات التي كانت تقوم بها الدولة في توطين القبائل في مناطق معينة؛ لتعويدهم على امتهان بعض المهن. وتعكس في الوقت نفسه وجهة نظر معدّيها وبالتالي وجهة نظر الدولة العثمانية، سواء إلى القبائل أو إلى أوضاع المنطقة بشكل عام.

([1])أرشيف رئاسة الوزراء يتكون من الأرشيف العثماني الذي نحن بصدد الحديث عنه، وأرشيف الجمهورية الذي يقع في مدينة أنقرة، ويضم الوثائق الخاصة بتركيا منذ نشوء الجمهورية عام 1923م..

([2])لمعلومات تفصيلية عن محتوى الأرشيف العثماني وتقسيماته، وأعمال التصنيف التي جرت فيه انظر: الأرشيف العثماني/نجاتي آقطاش وعصمت بينارق ؛ ترجمة صالح سعداوي.- إستانبول: مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، 1406هـ. ص 3-34 . وكذلك:
Başbakanlık Osmanlı Arşivi Rehberi.-Ankara: Başbakanlık Devlet Arşivleri Genel Müdürlüğü, 1992. P. 5-45

([3])لمعلومات تفصيلية عن تصنيفات الأرشيف العثماني وكيفية الاستفادة منه، وأهميته في دراسة تاريخ الجزيرة العربية انظر: الأرشيف العثماني مصدراً من مصادر تاريخ الجزيرة العربية/سهيل صابان.- مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية.- مج 3، ع 1 (المحرم – جمادى الآخرة 1418هـ/مايو – أكتوبر 1997م). ص 54-76

([4])حول الأهمية الموضوعية والتاريخية للأرشيف العثماني، وما يتضمنه من السجلات والدفاتر انظر: أوراق عتيقة ووثائق تاريخيه مز (الأوراق العتيقة ووثائقنا التاريخية)/ عبد الرحمن شرف.- تاريخ عثماني أنجمني مجموعه سي.- ع 1 (1326). ص 9-19.






 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطاب عربي في الأرشيف العثماني لشارل هوبر .. سهيل صابان ذيـب الحمــاد الأنساب العام واستفسارات الأنساب 7 08-16-2019 06:21 AM
اللقاء المفتوح مع مؤرخ قبائل السلقا الشيخ جمال بن مشاري بن محمد الرفدي موقع العبار اللقاءات العلميه 123 07-17-2011 05:47 AM
اللقاء المفتوح مع مؤرخ قبائل حرب الباحث فائز بن موسى البدراني موقع العبار اللقاءات العلميه 218 10-08-2010 11:07 AM
اللقاء المفتوح مع الأديب المؤرخ عبدالله بن عبار في منتديات الدواسر التوثيقيه موقع العبار اللقاءات العلميه 3 07-22-2009 05:18 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009