ولقد صدق الاجداد حينما قالوا إنكم تذبحون على الوسم يا مسيكي، لقد نطقت بالعقل ، وأنصفت في المسألة والرد ، يا أخي لقد قلت لأديبنا الكريم الكبير ابو مشعل مراراً وتكراراً ، بأنني أكتب في أمر كتب فيه ، علماء الاسلام ومؤرخيهم وادبائهم وأصحاب معاجم اللغة ، وأهل التراجم . واهل الحديث، واهل الفقه ، واهل الانساب من ربيعة الفرس ومن خارج ربيعة الفرس ، وكذلك كتب في تاريخنا وانسابنا . منهم من خارج العرب والعروبة ، وحتى الكافر . واختلفوا في ذلك اختلافاً كثيراً لأن التاريخ رواياته ظنية ومظنة للاختلاف . ولا سند له في رأي بعض العلماء إلا ما استفاظ وتواتر بين الناس مع الشبهة التي فيه والاخذ بردها عندما يوجد دليل ينقضه، ولو بعد حين .وانت تقرأ ما قاله في رده ، ان وائل بن هزان أولى بالانتساب إليه من وائل بن قاسط مجرد انه ورد ذكره عند بن الكلبي، وبدون دليل ، ، ويتعصب لهذا الرأي وينتقص ويتهم من له رأي آخر وكأن المسألة عقيدة وتوحيد، وولاء وبراء .بل كلاً أوتئ علما وحكما .وقلت له انني معك في ان عنزة بن اسد جد مستقل ولا يمت الى وائل بن قاسط إلا بالقرابة من الدرجة السادسة فقط .وهو عم لوائل بن قاسط . وكذلك انا لست مع مخالفيك الذين احتكروا عنزة ببكر ، وتغلب فقط ، ولكن عنزة مع انها كانت معروفة من عهد الجاهلية والعصر الاسلامي الاول حتى استقلالها باسمها وانضواء بقية من لم يتحضرون من بني ربيعة الفرس تحت عبائتها فيما أعتقد وافهم من حركة التاريخ والقرائن والاحداث التي عاشتها ربيعة الفرس، خصوصاً بعد البعثة النبوية الشريفة والفتح الاسلامي والدولتين الاموية والعباسية . فهم كانوا منذ ذلك العهد تحت عبائة بكر بن وائل ممثلين بحلف اللهازم .ولا يعرف لهم سيد مستقل بالعصر الاسلامي البتة غير سادات بني وائل بن قاسط . حتى نزولهم خيبر والتاريخ شاهد على ذلك . وإليك الدليل ، لقد أورد أبي الفرج الاصفهاني ، في موسوعته الادبية كتاب الأغاني في ترجمة هلال بن الاسعر التميمي في المجلد الثالث ص 38 ان هلالً تلقى ضربة من رجل من بني عنزة ثم من بني جلان يقال له عبيد بن جري في شيء كان بينهما ،فشجه وخمشه خماشة ،فاتى هلالً بني جلان فقال : إن صاحبكم قد فعل بي ما ترون فخذوا لي بحقي ، فأوعدوه وزجروه ، سوف أختصر لك القصة فهي طويلة . بالنهاية رجع هلالاً الى اهله ومضى على ذلك سنين عددا ، ثم حدث ان صار لذلك العنزي حاجة في بني تميم فعندما وصل الحي في بواديهم ذكر هلالاً وما يطلبه من ثار قديم فدخل على رجل من أعزة بني تميم وهو غير موجود في الحي فوضع العنزي علامة جواره بطنب البيت وذهب الى المورد ، فوجد هلالاً ، فضربة ضربة قضت عليه ،وهرب هلالاً ، فلما علم صاحب البيت ان العنزي قد ربط علامة جواره بيبيته وأشهد على ذلك ، لحق بهلال هو وبني عمومته وادركوه وأتوا به مخفوراً. وكذلك سمعت بنو جلان فأتو بني تميم ، وأخذوا هلالاً ليقتصوا منه ان مات صاحبهم ، فخرجوا به حتى أتوا به ((( ديار بكر بن وائل))) لاحظ وليست ديار عنزة والقضية عنزية بأمتياز وهذا أكبر دليل على ان بكر هي الممثل الوحيد للهازم وغيرهم من بكر ، ثم ان هلالاً هرب من غرمائه بني جلان العنزيين ، وهنا الدليل الثاني . فبلغ افلاته من بالبصرة من (((بكر بن وائل))) أقول أنا من بكر ابن وائل وليس بني هزان . فبلغ من بالبصرة من بكر بن وائل . فانطلقوا الى الحجاج فاستعدوه واخبروه بقتله صاحبهم ،فبعث الى بني مازن من تميم وطلب هلالاً فأخبروه انهم سلموه للجلانيين ، وتشييعهم إياه حتى بلغ ديار (((بكر بن وائل))) وليس ديار عنزة ،قال الحجاج ويلك ما تقول ، قال بعض البكريين : صدق اصلح الله الامير . الى نهاية القصة وهي طويلة ، اقتصرت منها ما يفيد بأن عنزة تعتبر تحت مشيخة بكر بن وائل وسيادتها ، وكانوا بكر بن وائل هم المدافعين عنهم ، فهل فيه دليل على وائل مشهور غير وائل بن قاسط ، وأخيراً يا أخي المسيكي ، انا لا افرض نفسي على المنتدي وقلت للاديب الكبير ابو مشعل بالامس اذا وجودي يسبب ازعاج في المنتدي ، خرجت منه أرضائاً له فهو لدي عزيز وغير رخيص .كذلك عقلي وفكري وديني قبلهما لن اسلمه لأحد من الناس ولو كانوا آبائي أو اخواني أو عشيرتي الاقربين . فالعقل والعلم نعمة منّ الله تعالى انعم ربي عليّ بها ، ولن أكفرها مجاملة والغي عقلي وأكون إمعة الهث مع الناس ، كما ورد بالحديث (لا يكن احدكم إمّعة اذا احسن الناس احسن وان اساءوا قال انا مع الناس ) وقال الشاعر : سألت رجلٌ إمّعة **سألته عمّا معه ** فقال ذود أربعة . قال بن القيم لا يقلدن احدكم دينه رجلاً ، فإن آمن آمن وإن كفر كفر ، وإن كنتم لابد مقتدين فاقتدوا بالميت ، وإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة .كتاب نظرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم .إعداد مجموعة من المختصين بأشراف صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام .