الأخ صفوق العنزي كل الاحاديث الذي ذكرتها وارده وفي مكانها ولكن المدح بالشعر باب من أبواب الشعر توارثته العرب منذ العصر الجاهلي وجاء الإسلام ولم يمنع المدح بل زاد وأصبح هو صحافة العرب وهو جزء من تاريخهم فإذا برز رجل بشجاعة أو كرم أو بصفات حميدة أخرى مدح ونال فخر عند العرب وإذا اشتهر شخص بالبخل أو بالجبن وهجي في شعر فأنه ينزل وتنزل قيمته وكذلك قبائل العرب ترتفع في المدح وتنزل في الهجاء ولا تزال هذه عند العرب وفي هذا العصر كثر المدح المبالغ فيه بحيث أنك تجد الشاعـر ينطلق في أحد القنوات فيفضل قبيلته على كل القبائل ويبالغ في مدحها حتى أن السامع ينزعج من المبالغة وكذلك هناك شعراء يمدحون لقصد التكسّب أو يهجون ظلم وهذا المدح والهجاء المذموم
أما أن الرجل يعمل به رجل آخر جماله أو يعمل له كرامة بحفاوة أو يعجب من عمل عمله فأن المدح في موجبه وفي محله وهذا يكون من الشكر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلّم ( من لا شكر الناس ما شكر الله ) ولكن الآفة أنني أعرف شعراء يبدع قصيدة في مدح فلان ثم بعد أن تصل إلى صاحبها ويصل إلى الغاية أو لا يصل إليها ما يلبث أن يحولها بشخص آخر والهدف التكسب وكذلك بعض الذين يسرقون قصائد غيرهم أو يشترون القصائد هؤلاء هم الذين يعنيهم الأمر أما أن رجل يثني على رجل لسبب من الأسباب دون مقصد وغاية فأن هذا لا يعتبر من المدح الآخر وقد استمع الرسول صلى الله عليه وسلّم للمدح عندما قال كعب بن زهير في قصيدة البردة :
أن الرسول لنور يستضاء به *** مهند من سيوف الهند مسلول
قاطعه رسول الله وقال قل :
مهند من سيوف الله مسلول
وأعطاه بردته وهكذا يجاز المدح الذي على حق ومن خلال التجربة الشخصية فقد حصرت القصائد التي وردت لأخيك في المدح لشخصي المتواضع ولا فخر من الأصدقاء الذين يعرفوني وأعرفهم ومن الذين لا يعرفونني فبلغت أكثر من ألف قصيدة وأخيك ليس حاكم ولا منصوب ولا وكيل لأحد ولا هو في وضيفة الذين على الخراجي ومع ذلك فأن هذا المدح من محبة الناس ولله الحمد وعندي اسلوب عندما ترد إلي القصيدة وأرى بها مدح أكبر من حجمي فأنني عندما أنوي الرد على القصيدة وأرغب نشرها قبل أن انشرها بصيغتها الأولى فأنني اعيد نسخها وأتصرّف بالمدح وأحوله إلى القبيلة بحيث بعد أن يكون موجه لي فأني أقول من لابة تعمل كذا وكذا ومع كثر ما تلقيت من مدح من أخوة محبين فأنني لا أعرف الغرور ولله الحمد أقول هذا عن تجربتي وأعتقد أن من به غرور وكبر وعجب سواء يمدح أو لم يمدح فأنها غريزة ويقولون بدونا من شعر الدحة :
الطيّب بالمادح يشوش *** والعفن وجهه ما يندا
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-06-2022 الساعة 06:53 PM
|