عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2019, 09:16 AM   #4
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,248
افتراضي

من تخبّط بعض الذين يكتبون في النت ووسائل التواصل ولمحاولة الخروج من نسب عنزة فقد عينوا لفرعي عنزة جدّين من جدود قبائل ربيعة فضنا مسلم نسبوهم لمسلم بن عبدالله العجلي وهو من بني عجل بن لجيم من بكر بن وائل أحد الأشراف في صدر الإسلام شهد وقعة الجمل مع عائشة رضي الله عنها وقتل فيها سنة ( 36هـ ) ولم تذكر له ذرية .


أما قبيلة بشر فقد عينوا لها جد وهو بشر بن قيس بن عقّه النمري حليف بني تغلب الذي قتله الجحاف السلمي في رحوب بجبل البشري عام 70 هجري وبقر بطون نسائه ولم يذكر له ذرية وجدّه عقه الذي كان على النمر بن قاسط يوم عين التمر حيث رد عن الإسلام وحارب المسلمين مع الفرس وغزاه خالد بن الوليد رضي الله عنه فقتله خالد وصلبه بعين التّمر عام 12 هجري .
وقد كتب طلال عبدالكريم العرب مقال عن عقة بن أبي عقة جد بشر الذي يزعمون أنه جد ضنا بشر من عنزة يقول : عقّه النمري اسم لزعيم أصبح ذكره يضرب فيه المثل، فهو من الذين خانوا العرب لحماية عروشهم فاستعانوا، ماضياً وحاضراً، بعدو أمتهم، فحل عليه وعلى من اتبعه العقاب العادل، ولحقهم العار إلى يومنا هذا، إنه تذكير لمعركة «عين التمر» التي خاضها عقة بعد أن خان بني جلدته، فواجه فيها أسرع هزيمة في التاريخ، فماذا حصل في تلك المعركة؟
فبعد أن فتح العرب معظم العراق في أربعين يوماً، أمر الخليفة أبو بكر الصديق خالد بن الوليد بأن يتوجه فوراً لإنقاذ مسلمين محاصرين في منطقة دومة الجندل، فرأى خالد بن الوليد القائد العبقري ضرورة تأمين سلامة قواته في المدن التي فتحها قبل التوجه إلى «دومة الجندل» لوجود حاميات فارسية قوية في المناطق المحيطة بمدينة «الحيرة»، عاصمة الفرس العربية، وكانت أهم مدن العراق المفتوحة، فقد كان لسقوطها في أيدي المسلمين تأثير نفسي كبير على الفرس، وكانت هذه الحاميات الفارسية موجودة في منطقتي «الأنبار» و«عين التمر»، فقرر خالد مهاجمتها، وكان ذلك في سنة 633م.
توجه خالد إلى الحامية الفارسية الكبيرة في «عين التمر» غربي «الأنبار» الواقعة على الطريق إلى «دومة الجندل»، وكان يقطنها عرب موالون للفرس، وكانت الحامية مؤلفة من قسمين، الأول فارسي تحت قيادة مهران بن بهرام، والثاني عربي بقيادة عقة بن أبي عقة.
كان معروفاً عن عقة هذا غروره وعجرفته، فتملكته رغبة في أن يحوز الفخر والمجد بانتصاره وحده على جيش خالد، فطلب من مهران أن يتركه يحارب المسلمين من دون مساعدته، فوافقه مهران فوراً، وقال له: إن احتجتم إلينا أعناكم، فقد أراد مهران تجنب قتال خالد بعد انتصاراته المتلاحقة في العراق، إلا أن قادة الفرس استنكروا فعلة مهران، فرد عليهم بأن: دعوني فإني ما أردت إلا خيراً لكم وشراً لهم، فقد جاءكم من قتل ملوككم فاتقيته بهم، فإن غلبوا خالداً فهو لكم، وإن غُلبوا قاتلنا خالداً وقد ضعفوا ونحن أقوياء، فوافقوه على هذا الرأي.
خرج عقة ومن معه من حصن «عين التمر» لمواجهة جيش خالد، وهو لحمقه لا يعلم بما يخبئه له ذلك القائد الفذ، فوصل إلى منطقة «الكرخ»، فوجد جيش المسلمين في انتظاره، لم يكن خالد قد رأى عقة من قبل، إلا أنه استطاع بفراسته الاستدلال عليه، فقرر القيام بحيلة جريئة، وهي خطف عقة من بين أيدي جيشه.
كانت الخطة أن يبدأ جناحا جيش خالد بمناوشات من دون شن هجوم كبير لإشغال جيش عقة، وترك الوسط، وكان خالد ومجموعة صغيرة في مقدمة الجيش، وفي حركة مفاجئة هجمت هذه المجموعة على وسطهم، فاستهانوا بها، ولم يفيقوا من هول الصدمة إلا وخالد قد أسر عقة، وعاد به إلى صفوف جيشه، فأصابهم الرعب ففروا من أرض المعركة من دون أن يسلوا سيفاً واحداً، فلما بلغ مهران هزيمة عقة ترك حصنه وفر هو الآخر إلى المدائن.
رجعت فلول المنهزمين إلى الحصن، فوجدوه مفتوحاً فدخلوه واحتموا به، فحاصرهم خالد، فلما اشتد عليهم الحصار طلبوا الصلح، فأبى خالد إلا أن ينزلوا على حكمه، فوافقوه، وفتحوا له أبواب الحصن، فكان حكمه أن ضربت أعناقهم.
المفاجأة أن خالداً وجد في كنيسة الحصن أربعين غلاماً كانوا رهائن، كان من ضمن الغلمان سيرين، فاشتراه أنس بن مالك الأنصاري وأعتقه، وهو والد الفقيه المعروف محمد بن سيرين. أما الغلام الثاني، فكان نصير، وهو والد الفاتح موسى بن نصير. أما الغلام الثالث، فكان يسار، وهو جد محمد بن إسحاق كاتب سيرة «المغازي».
فابن أبي عقه واجه قصاصه العادل لخيانته أمته، وهو قصاص ينتظر كل من كان على شاكلته، فالويل ثم الويل لمن كان منهم.

فهل هؤلاء جدود عنزة المعاصرة كما يزعمون علماً أنهم أخذوا هذين الأسمين لتطابق الأسماء وبشر ومسلم فرعين من عنزة وهم جدود اشتهروا بعد استقرار عنزة في خيبر وأذكر أحد المشائخ كان يتحدّث عن معركة البشر بما يشبه الحجاوي وينسب قبيلة بشر العنزية لبشر بن قيس بن عقّه النمري وهو ما يدري أن بني النمر بن قاسط ليس بوائل وليس لهم فخر في معركة ذي قار حيث أنهم شاركوا مع الفرس ضد بكر وعنزة وهذا التصنيف المعيب لا يزال راسخ بأذهان بعض الجهلاء .

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 10-01-2022 الساعة 10:24 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس