كنا قبل عقود قليلة من الزمن نسكن بيت شعر في الصحراء والبعض يسكن في بيت مدر في القرى ولا توجد كهرباء ولا تلفزيونات ولا هواتف ولا فواتير وتكلفة المعيشة كانت سهلة للغاية واللباس عادي ولا نملك على سيارات ولا اجهزة عصرية بل هناك من يملك على الأبل والغنم والبعض يملك على قطعة من الأرض يحرثها ويقتات منها وليس هناك وظائف ولا مدارس ولا جامعات ولا معاهد
ثم تغيرت الأحوال فأصبحنا مستقرين في المدن وقد اقترضنا من البنك وعمرنا بيوت ودخلوا أبنائنا في المدارس والكليات والمعاهد وأصبحنا نملك على سيارات وجميع وسائل العصر ومرّت سنين الطفرة فتجد من اشتغل بالعقار وغيره وأصبح تاجر وتجد من بقي على وظيفة وراتب زهيد ثم دار الزمن دورته وعم الغلاء كل شيء ومن ساهم ضرب بالصميم حتى جلس على الحنبل وأصبح كل فرد معه جوال وأصبحت الوظائف نادرة فبلش من عنده عدد من الشباب فالزواج أصبح بمبلغ والقصر في مبلغ والذبيحة بلغت الفين ريال والشقق غالية والسيارات غالية والأرض أصبحت أقل سعر بالقطعة نصف مليون والوظائف معدومة أو شبه معدومة وتجد الدوائر أمتلئت قراطيس من صور شهادات الباحثين عن الوظائف دون جدوى والأنترنت يقدم عليه ويأتي عذر وأصبح رب الأسرة يهمه توفير لقمة العيش فقط وأحيان غير قادر وجميع ما تبقى لا يستطيع عليه ولا حول ولا قوة ألا بالله فكيف نستطيع العودة إلى حيات الآباء والأجداد الذين عاشوا على البساطة ؟
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-06-2022 الساعة 11:33 AM
|