الأخ الاستاذ خالد مفرج .. حياك الله .
من ناحية الموضوع فلايوصف بالشائك والمتشعب في نفس الوقت ، لأن الشائك هو الصعب والممتنع بسبب التداخل خاصة ، فإن كان سبب الصعوبة والامتناع غير التداخل ، جاز وصفه بالمتشعب في نفس الوقت ، ومن حيث أنه حيوي وفي محله ، فهذا صحيح ؛ لأن الموضوع يحل مشكلة أين ذهبت قبائل عنزة الثمان ، وهي موجودة في صدر الاسلام ، كما يبين لماذا عنزة من ذرية بشر ومسلم فقط ، وأما استدلالك بالآية ( ما أريكم إلا ما أرى ....) الآية ، فهذا لايجوز شرعا ، وقرر جمهور العلماء وخاصة الحنابلة بأنه لايجوز أن تقول لصاحبك إذا وصل إليك ( وجئت على قدر ياموسى ) .
وأما تعريفك لحقيقة الانصهار واستدلالك بالآية وما دلت عليه كله صحيح وموفق .
وأما قولك إن العرب قلة قليلة فغير صحيح ، فجزيرة العرب مملوءة بالقبائل من الخليج إلى البحر الأحمر ومن الشام إلى بحر العرب ، ولم تذكر حروب إبادة ، ولا أمراض أبادت العرب ، وكل الأمم فيها أمراض ، ويحدث فيها القتل ، وقامت دول وحضارات ، وقد ذكرت أنت دولة الغساسنة المشهورة وهم عرب عاربة ، ودولتهم حقيقتها تابعة للروم في الشام ، ومملكة اليمن في الجاهلية ، كانت في ظهور الاسلام تابعة للفرس في إيران ، وأما مكة فقد حفظها عنهم من حفظها عن أصحاب الفيل ، فهي خارج نطاق الدراسة ، فهم يعلمون قيمتها الاستراتيجية ولكنهم لايستطيعون لحفظ الله لبيته ، ولازالت الجهات المختصة تكتشف حضارات عظيمة في الجزيرة العربية ، ولا أريد أن أطيل فأنت تستطيع مراجعة ذلك ، ولاتكُ كمن يحدث الناس في المسجد ويقول : العرب قبل الاسلام ماعندهم إلا ملاحقة الجرابيع في وسط الصحراء !!! ونسي حضارات العرب.
وأما كونهم مسالمين فغير صحيح ، فمعركة ذي قار تدل على العزة والمنعة ، وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ( اليوم انتصفت العرب من العجم ) وإذا تأملت هذا النص وجدته يفيد أن هناك مصادمات بين الطرفين ولكن الانتصاف حصل في هذه المرة للعرب ، ومعلوم أن العرب يشنون الغارة على أطراف بلاد الفرس وينهبون ، ثم تم الاتفاق على أن يكفو عن الغارات والنهب في مقابل العطايا السنوية عن طريق وكلائهم ،، ثم لما فرض ملك اليمن الأتاوة على العرب رفضت ربيعه ومن معها وقاد العرب كليب وحصلت المعركة التي كسرت فيها إرادة اليمنيين على ربيعة .
وأما قولك ( أسد علي وفي الحروب نعامة ) أقول : استغفر الله ، أمة أنجبت قادة وفرسان أصبحو أساطير تتلى في الآداب العالمية كعنترة بن شداد ،، وخالد بن الوليد ، والزبير بن العوام ، الذي يتجه في معركة القادسية إلى ثلاثمائة ألف مقاتل فارسي ويشق صفوفهم ويخرج من الناحية الأخرىويعود للمسلمين ، هذا الفارس لم يقتل إلا غدرا من الخلف في غير معركة ، مع أنه خاض معامع الحروب ، لما جاء أبو سفيان في معركة أحد بثلاثة آلاف مقاتل مجربين ، وقال : نزولاً يابني عبدالدار ، نزل حامل الراية أمام الفرسان على جمل عظيم خلفه من خلفه من شجعان العرب وفرسانها منهم خالد بن الوليد ، ونادى النبي صلى الله عليه وسلم من يخرج لهذا ، سكت الناس وفيهم أبو بكر وعمر، خرج الزبير وكان منفعلا فأذن له النبي عليه السلام ، وذهب يهرول للجمل وقفز فوقه كالأسد الهائج وأمسك بصاحب الراية بيد واحدة وأنزله من جمله وذبحه بسيفه كما تذبح النعجة ، فكبر النبي عليه السلام وقال : لكل نبي حواري وحواريي الزبير ...
أمة أخرجت سعد بن أبي وقاص ، وأخرجت أبو محجن الثقفي ، والنعمان بن مقرن المزني ، الذي دك وكسر عرش الفرس إلى يوم القيامة ، من أين أتى هؤلاء ، من العرب الجاهلية ، حتى بعضهم لم يترك الخمر وهو يجاهد مثل ابو محجن حتى حبسه سعد بن أبي وقاص !!
وسعد القائد العام يراقب المعركة من فوق سطح لم يشارك لمرض وينظر لمئات الآلاف من الفرسان يقتل بعضها بعضا ، ويعجب لفارس لم ير مثله اليوم ويقول :
الضرب ضرب أبو محجن والكر كر البلقاء !! لكن أبا محجن بالقيد بسبب شربه الخمر ، والبلقاء فرسي في قيدها ،، فإذا الفارس ابو محجن والفرس البلقاء ..
هل هؤلاء نعامة بالحروب ،، الفرس في معركة ذي قار كان معهم عرب عاربة من قبيلة لخم اليمنية ، قريبا من مائة ألف ، وهم الذين خونو الميمنة الفارسية حتى انتصر العرب ..
وأما الذين ماتوا من العرب في قتال الردة فلا يشكلون نسبة ، ويدل على كثرة العرب ، قول بعض المؤرخين أنه في القرن الثاني الهجري دخل صعيد مصر وماحوله مايقرب من مائتين قبيلة أو فصيلاً انتشرو حتى حدود السودان وشمال افريقيا .
وأما حجة الوداع فالحاضر من المسلمين مائة ألف حاج ، والعشرة آلاف هم جيش الفتح ..
وأما ماذكرته من أرقام فهي تحتاج إلى احصائية دقيقة .
وأماكون اسماعيل هو أول رجل مستعرب ، فإن كنت تقصد من ابناء ابراهيم عليه السلام فصحيح ، وان كنت تقصد بشكل عام فغير صحيح ، فلا يعقل أن العرب تعيش آلاف السنين ليس فيهم مولى ولا دخيل ، ولاحليف من غير العرب .
وأما كون العرب أمهم هاجر مصرية صحيح ، وأثبت النبي عليه السلام ذلك بقوله ( أوصيكم بأهل مصر خيرا فإن لهم نسبا وصهرا ) يقصد بالنسب هاجر والصهر مارية القبطية .
يعني العرب المستعربة : عراقي + مصرية = عربي مستعرب .
وأما العنصر اليهودي فليس بأفضل من العربي ؛ لأن جدهم إبراهيم عليه السلام ، فهم شركاء فيه من حيث النسب ، ومن حيث السلالة فإن والدة العرب من القبط ، فحصل تهجين وهذا يعزز نجابة الولد ويدعم صفاته الايجابية ، ومن حيث الخيرية النفسية فإن عامل التهجين له أثره في كوننا خير أمة أخرجت للناس ، فالعرب أفضل في هذه الناحية ، وكأن الله بحكمته مهد لخروج جيل وأمة هي خير الأمم .
وأما دعائك لأخيك صفوق فنقول آمين ولك خير من ذلك .. وأما كون الموضوع فضفاض ، فليس صحيحا ، بل إن فهمه قد يصعب على بعضهم ، لأنه يحتاج قوة تصور ، فتصوري ليس ضيقا .
وأما سوالفنا فهي كما كانت ،، وأما تصحيح النسب فهو واجب شرعي قام به أخونا عبدالله بن عبار فجزاه الله خيرا .. وشكراً لك يا أخي ، ودمت بود .
التعديل الأخير تم بواسطة صفوق الدهمشي العنزي ; 06-11-2012 الساعة 11:11 PM
|