الموضوع: ركن أكلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2012, 12:16 PM   #14
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 137
افتراضي قبيلة أكلب والدوله السعوديه (عشق دائم)وعنوان وجود دائم

السلام عليكم...







ظل الملك عبد الله بن عبد العزيز وفيا لكل القبائل ، لإدراكه بأنها عضد الوحدة الوطنية ، وعماد دولة التوحيد ، وعرفانا بدورها في مناصرة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود "طيب الله ثراه" وفي كل زيارة له مواقف وذكريات ومعاني وأهداف ومقاصد.

لكن زيارته لقبيلة أكلب لها معنى خاص ، وطابع مميز ، ومردود ايجابي ، وتاريخ لا ينسى، حيث كان سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد "آنذاك" في عام 1418هـ على موعد مع زيارة من نوع خاص ، فقد زار "حفظه الله" قبيلة أكلب في بيشة بمركز الثنية ، وسط استقبال حاشد من أبناء القبيلة ، جسد عمق العلاقة بين القبيلة وولاة الأمر ، وقوة الرابطة وصدق الولاء ، وكان في مقدمة مستقبليه (حفظه الله) شيخ شمل قبائل أكلب الشيخ عبد الله بن مظف بن عطيان "يرحمه الله" وأبناؤه ومشايخ ونواب واعيان قبائل أكلب ، وأقيم بتلك المناسبة حفل كبير ألقيت فيه الكلمات والقصائد تعبيرا عن اللحمة التي تجسدت من خلالها الأبوة الحانية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله تجاه أبنائه المواطنين.

ولم يكن ذلك الموقف بمستغرب من قيادتنا الرشيدة ، وهي تدرك إسهام قبيلة أكلب في بناء دولة التوحيد ، ومساندتها لصقر الجزيرة وهو يؤسس لأعظم كيان في المنطقة، ويرسي دعائم دولة أكرمها الله ببيته الحرام ، ومسجد وقبر رسوله صلى الله عليه وسلم.

وهذا الشرف العظيم ، كان مستحقا لهذه القبيلة التي لم تكن بمعزل عن الحراك الذي قاد إلى قيام المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد ، حيث كانت قبيلة أكلب قريبة من الملك عبد العزيز آل سعود "طيب الله ثراه" ، وقد أدرك قادة القبيلة ومشايخها وعشائرها أهمية التوحيد، فكانوا من أوائل الذين ناصروا الملك عبد العزيز ودعموا جهوده في تأسيس دولة العقيدة والتوحيد .

لقد شاركت قبيلة أكلب في فتح عسير، وغزوة تربة الشهيرة ، والمسمار،ومعركة أبرق الرغامة التي انتصرت فيها جيوش الدولة السعودية وتمكنت من ضم جدة ،كما أسهموا في مسيرة الجيش السعودي إلى الحديدة بقيادة الملك فيصل بن عبد العزيز "رحمه الله" ،فضلا عن مشاركتها في غزوات كثيرة جهة جازان وحدود اليمن،بالإضافة إلى حروبها ضد الأتراك ومن أشهرها موقعة بجيد التي انتصر فيها المزايدة من أكلب، على الأتراك ، تلك المعركة أثبت رجال القبيلة من خلالها شجاعة منقطعة النظير، وصد هجمات الأتراك ،وتعزيز قوة الدفاع الوطني.

ما يجعل لقبيلة أكلب مكانة خاصة في التاريخ السعودي الحديث ، ومفخرة واعتزازا لدى أبنائها ، ومكانة خاصة في نفوس ولاة الأمر يحفظهم الله ، تلك الوقفة النادرة التي وقفتها القبيلة مع الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود "طيب الله ثراه" ومناصرتها له ، طواعية دون حرب أو مواجهات مع قوات الملك عبد العزيز "رحمه الله" حيث بايعت القبيلة الملك المؤسس مبايعة سلمية دون أن تطلق رصاصة واحدة من أي طرف ، بل لم تفكر "أكلب " أبدا في رفع السلاح في وجه رجل يدعو إلى التوحيد ، ومحاربة البدع والخرافات ، ونبذ الخلاف والشقاق بين القبائل والمناطق والقرى والهجر، ولم يكن ذلك ليحدث من قبيلة أكلب ، لولا تمسكها بالدين ، والتقاليد العربية الأصيلة ، التي منها الوفاء والنصرة والأمانة وحفظ العهود وصون العقود ، ومساندة كل خطوات الخير والفلاح.

وظلت قبيلة أكلب على ولائها لأبناء الملك عبد العزيز ، وظلت متماسكة ، في نسيجها المكون لها،وذات ولاء صادق لولاة الأمر، ومحافظة على كيانها الاجتماعي من المهددات الاجتماعية.


وظل أفراد هذه القبيلة ينتشرون في محافظة بيشة التابعة لمنطقة عسير في انسجام تام وترابط وثيق مع النسيج الاجتماعي السعودي في ظل دولة التوحيد والبناء والوحدة ، وظلت إستراتيجية القبيلة ، تجسد رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في التعايش السلمي ، وقبول الآخر، ونبذ العصبية والتمييز العنصري ، وكذلك الارتقاء إلى المفهوم الديني والإنساني للقبلية ، وأن يكون للمجتمع القبلي دور ايجابي تجاه الوطن والمجتمع المحيط به ، كما تسعى القبيلة من خلال خططها ومفاهيمها وملتقياتها ومناسباتها إلى تكريس دين الوسطية ، ونبذ التطرف والعنف والإرهاب ،وتحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة والمنحرفة ، والفتاوى الطائشة وتنبيههم إلى ضرورة العمل من أجل الوطن والوحدة والسلام ، وتكريس الأمن والاستقرار.


وقبيلة أكلب من القبائل ذات الأصول العربية الراسخة ، ولها تاريخها الزاخر بالمواقف والبطولات والصولات والجولات ، وحضارتها وثقافتها المستمدة من القيم العربية الأصيلة وتعود أصول القبيلة إلى ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، وقد حافظت على هويتها عبر الحقب التاريخية المتعاقبة.


إن المنهج السائد لدى قبيلة أكلب ، يقوم على أسس الإسلام ، وقواعده ، ويرتكز على أسلوب التعايش السلمي مع بقية المجتمعات والقبائل ، ورفض الاعتداء على الغير ، وهذا منهج يتسم مع نهج المملكة العربية السعودية منذ أن وضع الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) لبنات وحدتها أرضا وإنسانا، وكذلك ينسجم مع سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تقوم على السلم والأمن والاستقرار وأسلوب الحوار الذي يتبناه ويبشر به المجتمع الدولي .


إن قبيلة أكلب بتاريخها العريق ، ومواقفها الوطنية الراسخة ، ومساندتها للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) وتميزها في دعمها لمسيرة الحق والتوحيد بشكل تلقائي والوقوف معه دون حرب أو مواجهة ، وما لها من مكانة خاصة لدى الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) ولدى أبنائه البررة ، رغم هذا الرصيد الثقيل من المواقف الوطنية المخلصة ، فإنها لم تكن تنتظر مكافأة أو نظيرا لتلك المواقف ، ولم تقس الأمور بمقياس المكرمة والتشريف ، بل بمقياس الواجب الوطني والديني والأخلاقي ، لذا تجدها خفيفة عند مساندة الوحدة ، وثقيلة عند المطالب أو المغانم ، ولم تطالب بشيء من هذا بل ظلت على مواقفها وولائها وإخلاصها عبر كل المراحل ، دون أن تنال شيئا من ذلك مثلما سعى الآخرون إلى نيل بعض المكارم التي تتكرم بها دولة التوحيد ، ويجود بها ولاة الأمر (حفظهم الله) وهذا ديدنهم فهم أصحاب الأيادي البيضاء ، وأنهار البذل والعطاء .


هذه هي مواقف قبيلة أكلب من بناء دولة التوحيد ، ومواقف الملك عبد العزيز منها ، ومكانتها لدى الملك عبد الله (حفظه الله) وهذا جانب من تاريخها الناصع المشرق المضيء ، وهكذا كانت زيارة خادم الحرمين لها تعبيرا عن تلك المكانة الخاصة ، وتلك المواقف الخالدة ، وذلك التاريخ المميز.

تحياتي ،،،
منقول موضوع للكاتب

عبدالعزيز الجبره ،،،
ابن بريم الأكلبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس