عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2018, 07:19 AM   #16
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,250
افتراضي

تابع

( قصة وقصيدة عمر أبا الخساير )
*- الفارس الشاعر عمر أبا الخساير البجيدي العنزي لجأ له أبن والي حلب التركي في عصر حكم الأتراك حيث أختطف من المحمل الشامي المتوجه للديار المقدسة وكان في صندوق مفتوح على جنب الجمل ويعادله ملابسه فشاهده أعرابي وتسلل حتى حانت الفرصة ليلاً فخطف الجمل الذي عليه أبن الوالي دون علم حراسة المحمل وذهب به بعيداً وكان هذا الفتى نائم لا يعلم بما حل به ثم أن الأعرابي أناخ الجمل وفتش حمولته ووجد الصناديق بها رجل وملابسه فما كان من الأعرابي الا أن أخذ الجمل وترك أبن الوالي قرب منازل عنزة ومن حسن حظه صار عند الفارس عمر أبا الخساير البجيدي وهو لا يعلم أنه أبن الوالي وبقي عنده معزز ومكرّم حتى أخبره أنه أبن والي حلب وأبلغه بقصته وطلب منه أن يوصله إلى والده في مدينة حلب فجهّز عمر قافلة من جماعته لمرافقته لحماية هذا الرجل الغريب وذهب متوجهاً إلى حلب وفي أثناء مسيرهم كان عمر أجهد نفسه في المسير ولم يرقد طيلة هذه المدة خشية أن يجري لأبن الوالي مكروه فسمع أحد الرجال يتضجر وتلفظ الرجل بكلمة أغضبت عمر فقال :

سميـت بالرحمـن وأدنـيـت فاطـري *** مـأمـونـة مـن قـاطـعـات الخـرايـم
طـويـلـت ملـز الفخـذ نـابـيـة الـقـرا *** تصبـر إلـى هبـت عـلينـا السمايـم
وردتـهـا بــرقـع وأنـا جـاهــل بـــه *** مـا هـي دلالـه مـار أوهـم وهـايــم
وردتـهـا بـيـن الـقـريـتـيـن وتـدمـر *** بـديـار غـرب مـا تعـرف الفـهـايـم
وجزعت أنا من كلمـة قالها الـردي *** يقـولهـا الـلي مـا يـداري الظـلايـم
يـقـولـهـا الـلي مـنـزلـه يـتـقي بنـا *** لا حـلـت الـبـلـوى سريـع الهـزايـم
أنـا الـلـي وديــت الـغــريــب بـلاده *** وأصبـر عـلى جـل الأمور العظايـم
تسعـيـن مـع تسعـيـن زرٍ زهـابـنـا *** مـن خـوف نـورث للتـوالـي لـوايـم
عشـريـن لـيـلـه والمطـايـا نحثـهـا *** يـوم الردي عـن واجبـه بـات نايـم
النـوم ساس اللوم لـو يدري الفـتى *** ريـف العـذارى والـرجـال الهلايـم
واللي يدور الهون والكـن والـذرى *** يـمـوت مـا حـاشت يـديـه الغـنايـم

قال عمر أبا الخساير يسند على عقاب بن سعدون العواجي عندما ترافقوا في سفر :

ياماحلا الـفـنجـال والعـظـم ولـعـان *** ومعطش يغدي خوى الراس عني ‏
بربـاع ربـعـي مشبعـت كـل جيعـان *** الضيف لا جـاء بيوتهـم يرجهني ‏
وإلى لفـا في طـارف النـزل ضيفان *** أومي لـهـم كـان الـركـاب أقـبـلـني ‏
وأذبح لهم كبش سمين من الضـان *** ولاني من اللي عـن لزومه يكني ‏
نعـم بكم يا عـقـاب والفعـل برهـان *** الفعـل شوف العـين مـا هـو تمـني
ربعـك هـل الجدعـا سلايل سليمـان *** أهــل جـمــوع بـالـلـقــا يـزبــرنـي
تشهـد لهـم جـرد السبايـا بالأكـوان *** إلـى تـلاقــوا عـنـد ريـع الـمـغـنـي
وبـيـوتـهـم يـرتـاح بـه كـل تعـبـان *** ولا الـردي هـي هـفـتـه مـا يـثـنـي

* وقال فهاد بن شامان هذه القصيدة على غرار قصيدة عمر أبا الخساير :

شبـيت نـار الكيـف فـي وقـت الآذان *** وسـويـت فـنـجـال بـهــاره يـبـنـــي
لـمـحـلا الـفـنجـال والعـظـم ولـعـان *** ومعطش يغدي خوى الراس عني
بربـاع ربـعـي مشبعـت كـل جيعـان *** الضيف لا جـاء بيـوتهـم يرجهنـي
وإلى لفـا في طـارف النزل ضيفـان *** أومـي لهـم كـان الـركـاب أقـبلـني
وأذبح لهم كبش سمين من الضـان *** ولاني من الـلي عـن لزومه يكـني
حنا شفات الضيف من قدم الأزمـان *** نفـرح الـيـامـن الـنضـى بـركّـني
مـا دام نقـدر نقري الضيف خرفـان *** لـو يـغـلـن دراهـمـه يـرخـصـنــي
وأن مـا قـدرنـا مـا تيّسر ومـا هـان *** ولا بـد نـفـنـا والـسـوالـف بـقـنـي
ربعي هل البلها على الضد شجعان *** أفـعـالـهـم عـنـد الـعـرب يـذكـرنـي
ربعي إلـى حـان اللقا واللغـى شـان *** وتـلاوحـوا بضهورهـن واهـذبنـي
يا مـا كسبنـا مـن المعاديـن قطعـان *** فـي ساعـة فيهـا المنايا احضرني
الـقـل هـو ذارب طـويـليـن الأيـمـان *** أهــوم لــكـن الأمــور اعـسـرنـي
يقوله اللي ما مشى بـدرب حقـران *** أصـبـر ولــو أن الـلـيـالـي وطـنـي
يا جريس حافظنا على فعـل شامان *** قـبـل الـمـنـايـا يـالسنـافـي يـجـني
( من قصص عفو عمران العدواني )
كان لعمران العدواني البجيدي العنزي أبن يبلغ الخامسة عشره من عمره وفي ذات يوم حصل بينه وبين أبن رجل غريب يقطن في ضف عشيرة البجايدة مضاربة فقتل أبن الرجل الأجنبي أبن عمران العدواني وهرب ولكن الحضور من فتيان العشيرة تعقبوا أثره وبينما هم في مطاردة أبن الغريب إذ طرت عليه فكره أن يسلم نفسه لوالد القتيل فتوجه إلى بيت عمران والفتيان يجرون خلفه فدخل في البيت طالباً العفو والصفح من والد القتيل فأحتار عمران وخشي أن أم القتيل تصيح ثم لا يتمالك عقله فيقتله وكانت زوجتـه تسمى نويّر من أعقل النساء ويقال لها نويّر الأدميه لرصانة عقلها وما كان من المرأة ألا أن تصبر وتحتسب وتتجلد فدخلت على زوجها وهو في حيرة هل يقتل أبن الغريب وهو جار لهم ؟ كيف وهو في بيته يطلب العفو وهو لا يزال متردد وأكثر حيرته يخشى أن يعفو عنه ثم تخرج والدته فتصيح بوجهه وبينما هو في حيرته وإذا بزوجته تحث زوجها على العفوا عن أبن الجيران فتقول :

الحـمـد لـلـبـاري صـدوق المخـايـل *** الـلـي بـلانـا بالـلـيـالـي بـلا أيـوب
أدخـل دخيـل البيـت لـو كـان عـايـل *** لو كان لبني مهجة القلب مطلوب
مـا يستـوي لـك يـا رفـيـع الحمـايـل *** ذبحت دخيل البيت عيب وعذروب
أعـتــق رقـبـتـه يـا ذعـار السـلايـل *** عفـوٍ عن المحروج حق وماجوب
تكسب بـهـا نـامـوس بـيـن القبايـل *** وما قدر المولى على العبد مكتوب
والصبر خطـه عنـد الأجـواد طايـل *** والأجـر عند الله مسجل ومحسوب

* ومن قصائد الشاعـر نومان السريحي البجيدي العنزي هذه القصيدة قالها عندما أصيب بمرض الجدري وأشرف على الهلاك ثم بري وكانت العرب تضع المجدور في صيرة من الحجر ويكثرون عنده من الحطب والماء والطعام ويعقلون عنده راحلته لكي عندما يطيب من المرض يلحق بقومه وقد أصيب السريحي بمرض الجدري ومن الله عليه بالشفاء وكان عند قبيلة السبعة وقد جمعت أبيات هذه القصيدة من صدور الرواة قالها يوصف حال الدنيا الزائلة وينصح أخيه فيقول :

يـقـول نـومـان الـسـريـحي مـثـايـل *** يـشــدن لــنــوار الــزهـــر بــآذار
أن كان جن من غاية القلب ووكبن *** سـيــل تـحــدر مــن ركـيــة غـــار
يا الـلـه يا رحمن يـا خـالـق البشـر *** يـا عــالــمٍ بـالـغـيــب يــا ســتـــار
يـا رب يـا معبـود يا مجـزل العطـا *** تـلـطـف بـعــبـدٍ حـايـر ومـحــتـــار
وخـلاف ذا يـا راكـب فـوق هوجـاء *** مـا لافـتـت خـلـف الضعـن لحـوار
عوصى هميمة مـن هجاهيج ضمـّر *** عـن الـهـجـن مـسـيـرهـا مشـوار
أن جـن حـفـايا مـن بـعـيـد المناحي *** وشافـوا لهـم بـيـت سوات الـطـار
يـلـفـن لـقـرم نـاقـلـن هـم اهـلـهــن *** عـشـيـر ضـيـفــه مـنـوة الخـطـار
أول مـا يــبــدي لـهــم زيـن الـنـبــا *** وفـنـجــال بــن مــروك بــبــهـــار
وبعـده من ميسور بيتـه يحـط لهـم *** مــع الـتـهــلــي يــبـــدي الأعــذار
يا خوي أبي أوصيك احفظ وصاتي *** خـلـك لـضـيـفــك خـادم ومـيـمــار
الـضـيـف أول مــا يـجـي لـك ذمـي *** وإلـى مـشى مـن حـسبـت الشعّـار
ولا خـيـر بـالـلـي مـا يحشّم ضيفـه *** ولا خـيـر بـالـلـي مـا يـعـز الـجـار
والـكـل مـنـهـم ضـارب لـه نـيـــــه *** ولا بـد يسولف ما جرى وما صار
ولا تـعـاشـر الـهـلاق قـلـيــل الـقـدا *** أمـا يـدمـح بــك ولا تـكسـب عــار
ولا تـرافـق المثبـور ردي الشـوفـه *** بـالـوجـه مـراه وبـالـقـفـا عــقـّـار
ولا تـرافـق البخيـل قـليـل الصـخى *** تـرى مـا يـنـفـع لــو زمـانـك جــار
ولا تطلب الصخي والبخيـل بجنبـك *** يـطلـب لـحـالـه وأنـت مـالـك كــار
أن كـان جــده دون جــدك خــطــوه *** حـدك عـنـه حــد الـجـمـل بـهجـار
هـبـيـت يـا رجــل تـقــر وتــنـكـــــر *** لـو تـدعـي بـالـفهـم تـرك حـمــار
لـكـن عـدو الـكـذب تـره الـمـقـابـل *** كـانـه حـصـل بـالصـافـتيـن أنـكـار
يـا قـانـص بـالـبــوم تـراك خـاســر *** أقـنـص بـحـر يــا تـايـه الأبـصــار
الـبـوم بـوم ويـورث الـبـوم مـثـلــه *** والـحــر حــر ويـجــذبـــه أحــرار
يـا شمعـة الصبيان لا تـأمـن الـقـدر *** ولا عـامـر الا يـقـتـفـيــه دمـــــار
لابد ما تجري الجواري عـلى الفتى *** ويــصبـر لـحـكـم الـوالـي الجـبـار
دنـيـاك مـا دامـت لـحـي يـمـشــــي *** لـو هــرفــت لـك حـبـلـهــا جـــرار
كـم واحـدٍ ضحـكـت لـه ثـم خـانـتـه *** وعقـب الطرب يشرب من الأمرار
باقت رجال قريش من عقب عزهم *** وهـدت بـيـوت الـعـز وهـي عمـار
وخانـت بأبـو ليلى المهلهـل ربيعـه *** الـزيـر جـتـنـا عـنـهـم الأخـبـــــار
وباقـت بأبو وطفاء ذياب أبن غانـم *** وحـتـى الـزنـاتـي نـاشتـه الأقـدار
وبـاقـت بأبـو زيـد الهـلالي سلامـه *** دنــيــاك هــذي طــبــعــهــا غــدار
وخانت باخو ميثاء عمير بن راشد *** وعـمـر وزبــن الجــاذيــات عـرار
وبـاقـت بـالـفـضـول يـاوي قـبـيلـه *** حـمـول السبـايـا مـدلـهـيـن الـجـار
ودنـيـاك بـاقـت بالسـعـود مـن أول *** ثـم أقـبـلـت تـضحـك لـهـم بصخـار
دنيـا كفـانـا الـلـه من شـر جـورهـا *** شفـنـا بـهـا مـن الخيـر والأشـرار
كنـت اعـفـا من شـرد الصيد بالفـلا *** واليـوم صرت من المرض منهـار
أقـفـوا وخـلـوني خـلاوي بـصـيـره *** وحطـوا هميد الـرمـث تـقـل جـدار
جـودي وزهـابـي وثـنـوا رحـولــي *** وأرجـي الـكـريـم الـواحـد القـّهـار
والـحـمـد لـلـه يـوم ربـي فـزع لـي *** الـكـيـف طــاب وزالــت الأخــطـار
وصلـوا عـلى خـيـر البـرايـا محمـد *** اعـداد مـا هـلـت حـقــوق أمـطــار

يتبع
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس