عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2018, 03:27 PM   #23
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,248
افتراضي

تابع
(قصّة مذهان بن شنان بن غافل مع العود الخريصي )
حدثني مذهان بن شنان بن غافل عن قصته مع العود الخريصي الشمري قال : قتل والدي شنان رحمه الله وكنت طفل ما أعي ما حدث وبعد أن بلغت سن الرشد كنت أسمع يقال سنة مقتل شنان وكنت أتألم من هذا القول فسألت وعرفت أن الذي قتل والدي العود من الخرصة من شمّر وصدف أن الدولة جمعت شيوخ الفدعان وشيوخ شمّر ووقعّوا على معاهدة كف الغزو بينهم وأنه مافات مات من ذبح الرجال وأخذ الحلال ويسمّى ( الحفار والدفان ) وصاروا شمّر والفدعان أصحاب ولكني كنت أضمر في قرارة نفسي أنني لم أتقيّد بهذه المعاهدة ولابد أن آخذ ثار والدي وبدأت بالبحث والتحري عن سمران بشتّى الوسائل وكانوا أعمامي يراقبوني ويحاولون اقناعي أن الأحداث أنتهت ومثل مالنا علينا ولكني كنت اتوارى عن أنظارهم وأدعي أنني أقنص الصيد وكانت معي بندق أم أصبع ولا تاخذ ألا طلقة واحدة وكنت دائماَ مجهزها وقد عرفت أبل العود ورحول أبله ووصفه ووصف راعيه وفي يوم من العشر الأواخر من رمضان ذهبت أبحث عن أبل العود لعلي أجده عندها وكنت اخوض أبل شمّر كأنني دوار ذاهبة حتى وجدت أبله ولفت نظري أن الرجل الذي راكب على الرحول ليس هو راعيه ففرحت لعله يكون هو وعندما اقتربت منه تأكدت أنه هو حيث كان راكب على رحوله ومنخدم على الشداد وكأنه نائم وهو صائم فعرفته على الوصف وكان معي ذلول قد قيدتها في روض قريب من المكان لكي أقتل سمران وأركب ذلولي وأذهب لربعي وعندما أقتربت منه ناديته بأسمه قال : ( هاه ) ثم شعر أنني غريمه فقال ( ليس أنا العود ) فقلت له بل أنت هو فالق البندق فحل بندقه من الشداد ورماها بالأرض فأخذتها وقلت أتعرفني قال أنت ولد شنان بن غافل وأقسم لك بالله أنني ما ذبحت أبوك لا غيله ولا عند الرفاف ولكنه استاق أبلي ولو لم أذبحه لذبحني والآن أنت وليتني فأن اعفيت عني عن روح أبوك فأني أتوسل إليك بذلك وأن أخذت ثار أبوك فأني أنا السبب في موته قال مذهان ولما سمعت كلامه دخلت في قلبي الرحمة فقلت له دنّق وكان عليه قرون شهب لأنه كان متوسط بالعمر فأرخى راسه وكان يفكّر أنني نويت أذبحه بالخنجر ولكني قصيت قرونه وقلت له أذهب فأنت عتيق لوجه الله ثم عن روح والدي وعندما خرجت من أبله قمز تيس من الظباء فصوبت البندق صوبه ورميته وقتلته فكانت الطلقة التي أردتها لسمران صدت بها التيس وركبت ذلولي ووضعت قرونه بالعليقة التي كانت معي وأتيت إلى عمامي وبديت اشوي لهم فطور من التيس وكنت محتار كيف أفاتحهم بقصتي مع سمران وبعد أن افطروا من الظبي كانوا يشيدون بهذا الظبي أنه سمين فقلت لهم هناك اسمن من هذا الظبي صدته واعفيت عنه فقالوا ما يوجد أسمن من هذا الظبي فقلت بل العود تمكنت منه وعفيت عنه وهذه قرونه فما كان من عمامي ألا أن قاموا وحبوا راسي واعجبهم ما عملت وفي اليوم الثاني اقبلت جهامة من الأبل تساق وقدامها عدد من الخياله من الجربان شيوخ شمّر ومعهم العود وقد رفع رايه بيضاء ووقفّوا الأبل أمام بيت عمامي وواصل مسيره يخوض النزل وهو يقول ( البضاء ترفع لمذهان بن شنان بن غافل الذي أعتقني ) ويكرر هذا الكلام في صوت عالي حتّى سمعه كل من وجد بالنجع ثم قاموا الحضور من الغافل ورحبوا بالجربان ومن معهم وحولوا بهم عن خيلهم وكانت الأبل التي معهم جايبينها مدّى لشنان فرفضوا الغافل قبولها وقالوا ولدنا أعفى لوجه الله ثم أكرموهم وعادوا بعد أن أدوا واجب القبائل بينهم حسب العرف القبلي وقال مذهان أن فهد المارك ذكر القصّة ولكنه حرّف بها وقال أنني وجدت سمران نائم بفراشه وأني باغته وفحجت عليه وسحبت الخنجر ولكن هذه القصّة وقد أشرت لهذه الحادثة في قصيدتي الملحمة الوائلية الكبرى عندما قلت :
تـاريـخـنـا مـبـطـي بالأمجاد حـافـل *** ولا يجحد المعروف كود الأسافل
تنسون ما سوّى الشجاع أبن غافل *** يوم الخريصي أعتقه قبل مذهان

أبيات تنسب من قصيدة للشيخ خليل الحاكم المهيد هذه الأبيات يسند على ابن عمه الشيخ النوري بن مقحم بن مهيد وينخا قبيلة الولد من الفدعان ويخص الروس ويذكر أخو بنو وهو كاكان الكره وأبو شنيور وهو صالح الرمضان من وجهاء الروس فيقول :

ونـتي ونيتهـا مـن اقصى ضميـري *** يا أبـو ثـامـر علتي مـا هي خـفيـه
قولـوا للفدعان يا حمات القصيري *** سولفـوا للـولـد واحـكـوا بالقضيـه
أخـو بـنـو ينتـخي عجـل المسيري *** فـوق شـقـرا يـورده بـاول سـريــه
وابو شنيور يا جحفل هو والعسيري *** لـه عـوايـد بالـلـقـا يـظهـر خـويـه

* وهذه الأبيات من شعر الهجيني تنسب للعقيد المعروف حميّر البلعاسي من الأشاجعة من المحلف من الجلاس

حيّد عن الجيش يا غبيني *** قبـل الحنـاتـيـر ياطنـك
بقت العهـد ليـه يـا شيني *** ما تحسب الأيام يرمنـك

وقال في هجينية أخرى :

جنب عن الجيش يا غبـيني *** قبلـك عـلى الجيش عيـينـا
وش عـذرنـا لـلـمـزايـيـنـي *** كـان عـلى الجيش ما جينـا
لعـيـون مـن تـدعج العـيني *** عـلى الـركـايـب تـوصـيـنـا
أنـتـم عـلى الطيـب مقـفيني *** وحـنـا عـلـى قـد عـانـيـنــا

وقد رد الفارس إبراهيم القهيدي العوادي مجاوباً حميّر البلعاسي يقول :

جـيـتـم تـبـون الـبـعــاريـني *** والـيـوم مـنـكـم تقـاضـيـنـا
يا حميّـر عـنـدك لـنـا ديـني *** وعـيـب عـلينا أن تـناسينـا
من ديرتـك جـيـت غـازيـني *** وجـينـاك والشلـف بيـدينـا
لعـيـون بـيـض الـمـزايـيني *** طـويـلـت الصـوت لاجـيـنـا

وقال القهيدي من قصيدة أيضاً :

يا راكـب الـلي سمـك عجـه *** مـا تـلحـقـه سبـق الخيـلـي
راعـيـه مـن عـنـدنـا سـجـه *** يـلـفي لـربعي ضنا كحيلي
يتبع
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس