( الكذب آفه وخصله ذميمه )
كنت في أحد المجالس وكان يوجد بالمجلس أحد المشائخ الكبار وهو رجل على نيته وصدّاق والصدوق دائماً يصدّق وكان بالمجلس شاعر وهو رجل مسن ولكنه به خصال الكذب طبيعه فسأله الشيخ عن آخر ما قال من القصائد فورد أبيات للشاعر الفارس فجحان الفراوي المطيري الذي منها قوله :
قالوا تسوج وقلت لو سجت وش عاد *** أتلي هوى بالي بوسط الجماعه
مالي غرض بس اشتهي هرج الأجواد *** يدله بهم قلبي عن الهم ساعه
إلى آخر القصيدة وكنت أحفظها وقد أعجب الشيخ بالقصيده وهو لا يعلم أنها للفراوي فقلت سبحان الله يا شيخ فلان ( برق العبي تشابه ) هذه القصيدة التي قالها الشاعر تشابه قصيدة فجحان الفراوي ثم وردّت القصيدة فقال الشيخ هذه هي تلك فضحك الشاعر وقال : ( آمنت بالله ما كنت أحسب أحد بالمجلس يعرفها وش الله جابك لي يا أبن عبار ) فغضب الشيخ وقال للشاعر يالكذّاب يالمهيّف تسرق قصائد الرجال وتدعيها وتضحك علينا إننا لا نعرفها ؟ وتورد القصيدة على أنها لك وتفكّر أننا ما نفهم ولكن هذا الشاعر لم تكن الكسحه أول مرّه فقد صفح وجعلها مزحه وهكذا الكذب
وطالما هذا الشيخ غضب وأنزعج لأن هذا الشاعر سرق أبيات شعر لرجل معروف وادعاها كيف نصنّف توقيع بعض المشايخ على سرق نسب بكر وتغلب ووضعهم أفرع عنزه وهذا التوقيع بني على قول كذب اتفق عليه مجموعه غلطهم رجل امتهن الكذب في نسب عنزه فبدأ يسب جدود ويمدح جدود ويختار جدود ويقطع عرق قبائل ويحيي اسم ويميت اسم ولا وجد من قال له كما قال ذلك الشيخ الوقور لذلك الشاعر الكذّاب