عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2013, 11:47 PM   #5
فئه صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,538
افتراضي

لا أحزاب في الدين الإسلامي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر الله لك قولك وعملك أخي العزيز أبو عبدالله على ما أثريت به عقول القراء في موضوعك الكريم أعلاه وهو مما لا شك فيه أنه من صميم قلبٍ محبٍ لقومه ومجرّب ورأى الأمور بنظرة المسلم الناصح لأهله ولأمته الداعي لوحدة الصف وحقن الدماء.

فالأمة الإسلامية حل بها التفكك والخراب بعد أن زرعت بجسدها هذه الأحزاب والجمهوريات التي لم ينزل بها من الله سلطاناً، فلم تجن تلك الدول وشعوبها كل تلك السنين الماضية إلا الفقر والجهل والبُعد عن دين الله وهذا ما خطط له أعداء الله منذ أمدٍ بعيد.

وعلى كل مسلم الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسول الهدى والرحمة المهداه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن وآلاه الذي لا ينطق عن الهوى، ففي حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه أوضح لنا ولكافة الأمة خط سيرها الواضح كما أنه أوضح أن الأمة ستنقسم إلى فرقٍ وستتحزب إلى أحزاب ودويلات وستتكالب عليها الأمم في آخر الزمان وسيكون النصر في نهاية المطاف لمن يتبع ويعلي كلمة " لا إله إلا الله " ومما لا شك فيه أنه العصر الذي نحن فيه.

فالفتن أضلت الأمة كالغمم ولكأن العرب سكارى في تلك الدويلات والجمهوريات، وها نحن نراهم ونسمعهم كل يوم وهم يسمون الأمور كما يريد لها أعداءهم ومنها ما أسموه " بالربيع العربي " .

وعودةً إلى حديث حذيفة رضي الله عنه وأرضاه فقد قال الإمام مسلم- رحمه الله تعالى- تحت باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال، وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة :

قال:"حَدثني مُحَمَّدٌ بْنُ المُثَنَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الخَوْلانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنُ اليَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُون رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ: {نَعَمْ} فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ:{ نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ} قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: { قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، ويَهْتَدُونُ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ} فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ:{نَعَمْ؛ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمْ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا} فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ:{ نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِألْسِنَتِنَا} قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ:{ تَلْزَمْ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ } فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: { فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَك المَوْتُ وَأنْتَ عَلَى ذَلِكَ}".

فمعنى هذا الحديث تحريم الأحزاب في الدين الإسلامي لما فيها من بدعٍ ضالة وداعيةٍ لتفريق شمل المسلمين ووحدة صفهم وذهاب هيبتهم وهوانهم على الناس.

وها نحن يا صاحب رسول الله ولكأن عينك ترى ما حذرك منه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فالأمة منذ أكثر من ثمانين سنة وهي في إنحطاط وتفرق وتشرذم وفي خسرانٍ عظيم جرّاء الجمهوريات وتلك الأحزاب المدمرة والمفرقة لوحدة صف المسلمين والمحققة لجميع رغبات أعداء الله والدين الإسلامي الحنيف، فعلى إخواننا في جميع الدول والجمهوريات العربية الرجوع إلى كتاب الله المنقذ من براثن الفتن التي يحيكها لنا أعداءنا المظهرين حبهم وولائهم لنا والمبطنين حقدهم وكراهيتهم ويضمرون لنا الشر والويل والثبور .

وختاماً نقول أننا في نصرٍ عظيم رغم أنوف الحاقدين من اليهود والنصارى وكل من ناصرهم وتبعهم من كل مذهبٍ ودين، فهم يعلمون علم اليقين أنهم إن تركوا حربهم للإسلام فإنه سيشتد وأن سالموه فإنه سيدخل إلى جميع بلادهم ويمتد.

ونقدم شكرنا وجزيل شكرنا مرةً تلو مرة للأخ الفاضل والعزيز أبو عبدالله على ما جاد به قلبه وجرى به قلمه من توجيه النصح والإرشاد للأمة والشعوب العربية التي تخوض في غياهب ظلمات فتن هذا الزمان وتلك الأحزاب ( الماسونية ) المتدرعة والمتخفية بين ظهرانينا بإسم الدين الإسلامي وهم بعيدين عن سنن الدين ولا يدعون إلا للتفرقة وسفك دماء المسلمين .

وندعوا الله العلي العظيم رب العرش العظيم في هذا الشهر الكريم أن يضرب الظالمين بالظالمين ويخرج المسلمين من بينهم سالمين وأن يحمي حوزة الدين وينصر عباده الصالحين ويرد عنّا وعن بلادنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسائر بلاد المسلمين كيد الكائدين الحاقدين المتربصين.
محمد بن دوهان متواجد حالياً   رد مع اقتباس