عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2009, 12:48 AM   #106
باحث في التوثيق العثماني ومؤلف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 78
افتراضي

((2))

قدوم بعض الباحثين إلى الأرشيف دون الحصول على معلومات كافية عنه

وبناءً على ما لاحظته من صعوبات أمام الباحثين العرب القادمين إلى الأرشيف العثماني في إستانبول، ووصول بعضهم إلى الأرشيف دون وجود أية فكرة مبسطة عنه، وعن أنواع تصنيفاته، والوثائق التي تضمها تلك التصنيفات، وكيفية طلب الوثائق، والأهم من كل ذلك كيفية الوصول إلى الوثائق المطلوبة من أنواع التصنيف التي يُتوقع وجود الوثائق فيها ضمن مائة وخمسين مليون وثيقة يضمها الأرشيف العثماني، والحصول على صورة من تلكم الوثائق وغير ذلك من الصعوبات، فقد رأيت تنبيه الباحثين إلى بعض المعلومات؛ لتقديم فكرة مبسطة عن التصنيفات التي تضم وثائق تتعلق بالجزيرة العربية؛ لتساعد أولئك الباحثين في الوصول إلى مبتغاهم من الوثائق، وتقدم لهم خلفية فكرية عما يجب البحث فيه، وبخاصة بعدما رأيت معظم القادمين إلى الأرشيف لا يعرف أدنى المعلومات عنه ولا يحمل ما يجب معرفته من معلومة، ناهيك عن الإلمام باللغة التي كتبت بها تلك الوثائق وهي العثمانية، واللغة التي أعدت بها الفهارس أو أدخلت في الحاسوب وهي التركية.
كيفية البحث في وثائق الأرشيف العثماني
كان البحث في الأرشيف سابقاً محصوراً على الفهارس العادية والكتالوجات المعدة من إدارة الأرشيف؛ لخدمة الباحثين. وعدد تلك الفهارس بالآلاف. وهي غير منضبطة آلياً، ففيها فجوات كثيرة. ولابد من معرفة الطريقة المثلى للبحث في كل فهرس. المهم لا أريد الدخول في تفاصيل ذلك، باعتبار أن الأمر بات الآن ميسوراً أكثر من ذي قبل. حيث أصبحت أجهزة الحاسوب موجودة في قاعة البحث، متوافرة أمام الباحثين بكل يسر وسهولة. ويعطى الباحث في بداية قبول مراجعته، رقماً حاسوبياً خاصاً به، وكلما أراد البحث دخل إلى تلك الفهارس الآلية فبحث عن الموضوع الذي يريده. فتظهر أمامه بعض ملخصات الوثائق، إن كانت الكلمة التي أدخلها الباحث استجابت له بوجود وثائق في الموضوع. وتلك الملخصات تحوي تاريخ الوثيقة، وملخصاً موجزاً للغاية، واسم التصنيف ورقمه. فيقوم الباحث بتدوين اسم التصنيف ورقمه في استمارة صغيرة معدة لذلك. ويقدمها مع غيرها من الاستمارات. ولابد هنا من الإشارة إلى أن للباحث طلب 25 وثيقة في اليوم الواحد، وخمسة ملفات. وتكمن فائدة معرفة ملخص الموضوع قبل طلبها، في كون الوثيقة مطلوبة للباحث أم لا؟ لأن هناك تشابهاً في الأسماء وفي المواقع، أو أخطاءً في عملية الفهرسة، قد يتوقع الباحث أن الوثيقة مطلوبة؛ لكن يظهر فيما بعد أن الوثيقة لا تمت إلى موضوع الباحث بصلة.
وأفضّل أن يقوم الباحث قبل التوجه بالسفر إلى إستانبول؛ للبحث في الأرشيف، وهو جالس في منزله، بالبحث في موقع الأرشيف على الشبكة العنكبوتية العالمية، وهي:
www.devletarsivleri.gov.tr
ولا يقبل الموقع البحث إلا بالحصول على رقم التسجيل فيه، وهي عملية سهلة، يكتب الباحث المعلومات العامة عن نفسه وبريده الإلكتروني، فتأتيه الموافقة على الفور مع الرقم السري. (وهنا لابد من الإشارة إلى أن الموقع الآن متاح باللغة التركية. وسوف يتاح في المستقبل باللغة الإنجليزية؛ بناءً على النافذة الموجودة في الموقع). وتكمن فائدة هذه العملية في كون الباحث يتمكن من تسجيل ملخصات الوثائق ومعلوماتها العامة (اسم التصنيف ورقمه) في نفس موقع الأرشيف باسم الباحث. فإذا وصل إلى الأرشيف فإنه بمجرد أن يدخل إلى الموقع – وهو في الأرشيف – ظهر أمامه جميع الأرقام التي يريد الحصول على وثائقها. وهذه العملية توفر وقتاً كبيراًَ للباحث..
وبناءً على الصعوبات التي يلقاها الباحث العربي في الأرشيف العثماني، فقد وجدت تقديم معلومات مبسطة إليهم؛ لتكون لديهم المعلومات الكافية، بحيث يشغل الباحث كافة وقته في الأرشيف بالبحث عن أرقام الوثائق التي يريدها.
يراجع الباحث مقر الأرشيف في إستانبول، ويدون استمارة باحث، ويقدم صورة شخصية؛ لاستخراج بطاقة باحث، مع تقديم أصل الجواز؛ لأخذ صورة منه. فيصدر الإذن في اليوم نفسه دون دفع أي شيء مقابل ذلك الإذن. فيبدأ في اليوم ذاته بطلب الوثائق إن كانت لديه أرقام محددة من تصنيفات الأرشيف.. ثم إذا طلب الحصول على صورة من الوثيقة يملأ الباحث استمارة خاصة بالتصوير، فيحصل على الصورة في اليوم الثاني مقابل أجر مقبول.
ومما يجدر ذكره هنا يمكن لأي باحث عربي أن يستفيد من الأرشيف العثماني، وليست هناك شروط يُطلب توافرها في الباحث، مثل حصوله على شهادة معينة أو كونه عضواً من أعضاء هيئة تدريس في جامعة، أو لديه كتب ومؤلفات. سوى التقيد بالنظام المتبع في الأرشيف. وهي التعامل مع الوثائق بروية، وعدم استخدام قلم الحبر أو الناشف في تدوين المعلومات، أي استخدام قلم المرسم (الرصاص). والسبب في ذلك كون الأرشيف يقدم الوثائق الأصلية للباحثين.
لابد للباحث من تدوين المعلومات التي استقاها من الأرشيف ووثائقه يوماً بيوم؛ حتى لا تفوته تلك المعلومات من جهة، ويعرف تصنيفات الأرشيف والوثائق التي طلبها في ذلك اليوم من تلك التصنيفات وأرقامها من جهة ثانية. وهذا الأمر من الأهمية بمكان؛ حيث ينسى الباحث الوثائق التي طلبها فيما سبق، فيطلبها مرة أخرى، وهذا سيكون على حساب الوثائق الأخرى التي يحتاج إليها الباحث. لأن للباحث في اليوم الواحد طلب وثائق محددة: خمس وعشرون وثيقة أصلية، وخمسة دفاتر وملفان. ومعروف أن الأرشيف يضم ملايين الوثائق. والوقت الذي يقضيه الباحث في الأرشيف محدد؛ ليس من إدارة الأرشيف؛ فذلك الإذن متاح للباحث بشكل مفتوح، وإنما لأن الباحث القادم من الخارج قد حدد لنفسه وقتاً معيناً، يُتم خلاله عملية البحث والتصوير.
فإن كانت الوثائق التي يطلبها الباحث تخص الخط الهمايوني الذي يرمز له بـ HAT فإن هذا التصنيف قد أدخلت وثائقه إلى الحاسوب كاملة. وبالتالي فإن كان الباحث سيطلب وثيقة في هذا التصنيف فله أن يستفيد من أجهزة الحاسوب الموضوعة لخدمة الباحثين في القاعة الخاصة بهم؛ حيث يطلع بنفسه على الوثيقة، فإن كانت هي المطلوبة فما على الباحث إلا أن يطلب تصويرها من خلال تعبئة الاستمارة الخاصة بالتصوير، فيحصل على الوثيقة على الفور، دون ملء استمارة طلب الوثيقة، كما هو الأمر في وثائق تصنيفات الأرشيف الأخرى.
وإن كان الباحث يود تصفح دفاتر المهمة – وهي مراسلات الباب العالي إلى مختلف الولايات والدوائر – فله أن يطلع عليها من خلال الحاسوب أيضاً، على غرار الخط الهمايوني. وبإمكانه طلب الأمر الذي يهمه من تلك الأوامر في الدفتر الذي يخصه من مجموع 266 دفتراً من دفاتر المهمة.
أما وثائق التصنيفات الأخرى فلابد للباحث من طلبها بعد تعبئة الاستمارات الخاصة، بحيث يدون اسم تصنيف واحد مع رقم وثيقة واحدة في استمارة واحدة، وإذا جاءته الوثيقة فإن النسخة الثانية من الاستمارة تصل معها إلى الباحث.
والاستمارة الخاصة بطلب الوثائق :

أما إذا طلب الحصول على دفتر (Defter)من الدفاتر، فإنه يدون الخانة الخاصة بالدفتر، وإذا أراد الحصول على ملف (Dosya)من الملفات فإنه يدون الخانة الثالثة الخاصة به كذلك.
ويسلم الوثيقة إلى المسؤول، ويراجع في اليوم ذاته ليتسلم الوثائق بعد الظهر، إذا قدم الطلب قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً. أما إذا قدم الطلب بعد الظهر فإنه يتسلم الوثائق في اليوم الثاني؛ بناءً على وجود عدد كبير من الباحثين، ونظراً لأن مكان حفظ الوثائق في مبنى مستقل، غير المبنى الإداري وقاعة المراجعين.
وفي حال رغبة الباحث الحصول على صورة من الوثائق التي طلبها، فإنه يسجل المعلومات الخاصة بالوثيقة في الاستمارة المعدّة لها ويسلمها للمسؤول، ليتسلم المصورات في اليوم الثاني.
ومن الأهمية بمكان أن يحمل الباحث معه جهاز الحاسوب المحمول؛ لتقييد الملاحظات والمعلومات التي يستفيد منها، سواء من فهارس الأرشيف وكيفية البحث فيها، أو من المعلومات التي يستفيد منها من وثائق الأرشيف. وهذه الأهمية تظهر أكثر من أي وقت مضى؛ بسبب شروع إدارة الأرشيف في إدخال الوثائق والسجلات في الحاسوب. حيث يتم تصوير الوثائق المطلوبة أو بعض منها على أقل تقدير من خلال الماسح الضوئي. ولأجل التأكد من تصوير الوثائق المطلوبة بالكامل، يستطيع الباحث من خلال جهازه المحمول التأكد من القرص المدمج. فإن كان هناك نقص فبإمكانه مراجعة المسؤولين في قاعة الباحثين قبل أن يغادر إستانبول.
أما الموضوعات الشيقة المتعلقة بالجزيرة العربية في الأرشيف العثماني، فهي كثيرة، وتعدّ بالآلاف. منها ما هي وثائق متفرقة في مختلف أنواع التصنيف، ومنها ما هي دفاتر صنفت أيضاً حسب مسمى الدفتر. مثل دفاتر العينيات التي يبلغ عددها 1717 دفتراً، ودفاتر الصرة المرسلة لأهالي مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف والقبائل الواقعة على طريق الحج ولمدة أربعمائة سنة، ويبلغ عددها في الأرشيف العثماني 4170 دفتراً. ومنها دفاتر المهمة التي سبق ذكرها وعددها 266 دفتراً، إضافة إلى دفاتر مهمة مصر التي يبلغ عددها خمسة عشر دفتراً..
د. سهيل صابان غير متواجد حالياً