الأخ الفاضل الوائلي العنزي حيّاك الله :
الجواب على سؤالك اقول الحلف عدّة أنواع وكان يعقد للضروره قديماً أما في وقتنا الحاضر فأن الحلف بمفهومه العام قد انتهى وحل محلّه الحزب والحزب على مستوى الجماعات وكثيراً ما تنتج الأحزاب نتيجة تطابق أفكار دينيه أو أيدلوجيه وهكذا نعود لشرح أنواع الحلف القديم :
النوع الأول : كانت القبائل في صراع بينها وعندما تبرز قبيله من القبائل بالقوة والمنعه تنظم لها قبيله لقصد الحمايه فتحالفها وتحمل اسمها ثم تنصهر معها
النوع الثاني : يكون عدد من البطون أو الأسر متساوية في العدد ويكون في القبيله بطون أكثر عدد فيجتمع رجال منهم ويقررون باتفاق بينهم الحلف وبذلك يلزمهم اسم يجمعهم لأنهم لا يدخلون باسم أحدهم فيتفقون على اسم يتحالفون عليه مثل حلف الرباب وحلف القرينيه وحلف عتبه وهكذا تبقى كل أسره على اسمها ويضفي عليهم اسم الحلف
النوع الثالث : يكون من داخل القبيله فخذين أوثلاثه أقل عدد من الفخوذ الباقيه فيرتبهم شيخ القبيله في جمع ثم يطلق عليهم اسم حلف داخلي وهم من نفس القبيله فيقال المحلف أو المثلوثه وفي عنزه المحلف من الجلاس والمحلف من الدهامشه والمحلف من الموايقه غيرهم وقد ذكرت هذا في كتابي وشرحت عن من أطلق عليه المحلف أو المثلوثه
النوع الرابع : عندما تحصل فتنه بين رجال قبيله ويقتل رجل الآخر ويصير مطالب بدم القتيل ولا يوجد سلطه تقتص من القاتل فهو يرحل هو وأسرته ومن معه بالدم دون الخامس ويلجأ مع قبيله ليس قبيلته ويبقى معها والكثير من الجاليات ما يتسنّى له الرجوع لقبيلته فيندمج مع أحد فخوذ القبيله وينتسب لها وهكذا
النوع الخامس مثل اللهازم في بكر وهذا ليس حلف بالمعنى المفهوم حتّى لو سميناه حلف اللهازم لأنه كانت بدايته رجل من بكر اسمه ثعلبه بن عكابه جمع أبناءه وأحفاده وقال لهم ( كونوا مثل اللهازم ) وفي اللغه اللهازم عظام الحنك وهو يقصد أنكم اجتمعوا ولا تفككون فأطلق على بني قيس بن ثعلبه وتيم بن ثعلبه اسم اللهازم ثم تلهزم معهم أبناء عمهم بنو عجل بن لجيم وفي العصر الجاهلي عندما هاجرت قبائل ربيعه إلى العراق وبقي منها في نجد بكر بن وائل وعنزه بن أسد أحاطت في بكر قبائل وحصل بينهم قتال فشكّلت بكر ثلاثة جموع وهم الذهلين واللهازم ويشكر وبموجب قرب النسب بين بكر وعنزه في أسد بن ربيعه فقد انظمت عنزه لجمع اللهازم وكانت تعرف باسمها الصحيح عنزه ولا تنتسب لبكر ولكنها مع جمع اللهازم ضد القبائل المعاديه وعندما ذكروا المؤرخين عنزه ضمن لهازم بكر فقد توهّم بعض الذين جحدوا نسبها وضموها لنسب بكر ووضعوا جدها وائل بن قاسط بموجب أنها فزعت لبكر وانظمّت مع جمع اللهازم
أما خروج الحليف ورجوعه إلى نسبه الصحيح فهذا تمليه الظروف فإذا الحليف تقوّى أو حصل له ما يسبب أخراجه وأراد الرجوع إلى أصله فلا أحد يستطيع ارغامه على الدخول بنسب غير نسبه وهذا حصل في وقتنا الحاضر
عندما هاجر بطون من عنزه للشمال بالوقت الذي كانت البلاد مجاعه ولا توجد حدود توغلت بطون من عنزه في بلاد الشام والعراق ودخل معها بعض الجاليات وبعد أن توزع العالم العربي إلى دول ورسخ حكم آل سعود في الجزيره العربيه تأسس نظام الأحوال المدنية في أعادة الجنسيه لمن وجد له جد منذ عام 1157هـ وهو توقيت قيام الدوله السعوديه عندما تعاهد الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب على قيام الدوله السعوديه وبذلك يحق لكل من يثبت أنه نزح بعد تاريخ بداية قيام الدوله أن يمنح الجنسيه أعاده لأنه خرج ثم عاد وهذا النظام بموجبه تحتّم على القبيله أن توضّح من دخل معها ولم يكن له جد نزح من البلاد التي تحت الحكم السعودي لأنه ليس له حق أعاده الجنسيه بل حسب تصرّف ولاة الأمر وهذا جعل معرفين القبيله يخرجون الحلفاء الذين معهم فأخرجوهم حسب النظام وسجّل كل حليف باسم قبيلته الصحيح
ولاشك أن الأصل هو الثابت أما الحلف فلا يدوم هذا ما لزم بيانه وشكراً
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-06-2022 الساعة 07:42 PM
|