عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2012, 12:47 PM   #63
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,130
افتراضي

هذا وعند نهاية وقعة المقاد وانسحاب سعدون ورفاقه من الوقعة منهزمين لم يهدأ لهم بال وأصبح كل همه معاودة الكرة فشرع بإرضاء كافة عشائر المنتفق وافتطع لرؤسائهم أراضى بشرط أن يساعدوه على مقاومة البدور فانضوت تحت رايته عشائر المنتفق الثلاث وهم الأجود وبنى مالك وبنى سعيد ونجمعوا فى مقر قلعة المايعة ووزع نقاط مراقبة على طول الأراضى التى استولى عليها وكانت أول نقطة فى لسان الجزرة المسماة جزرة شحم على ضفة نهر الكار اليمنى والثانية فى منطقة أم عجلان فى الأشياب

والثالثة فى الدخيلية التابعة الى المايعة وجهز أفراده ومَونهم واصبحت عشيرة اَل غزى من رجاله الخاصين ومن حراسه المقربين وخاصة شيوخ اَل غزى اَل حبيب وذكر الكاتب كاظم محمد على شكرفى كتابه"قبيلة الفضول اللامية" يقول الكاتب: وبعدها قام سعدون باشا بإرضاء اَل حبيب واقتطع لهم الأراضى التى يريدونها وقد طلب سعدون باشا من اَل حبيب مساعدته على حرب البدور فشنوا عليهم هجوماَ كبيراَ كان لهم فيها النصر" هذا مانقله الكاتب ولكنه لم يذكر موقع الهجوم ولاتاريخه

أما رواة البدور ومنهم كبار السن يذكرون أنه عندما استولى سعدون على نصف أراضى البدور القطيعة نزحوا الى أعالى الكار فى منطقة القريات وتل الصفر وهور الزرقان وكلها تابعة الى القطيعة هذا ولفت نظرى شىء أود التوقف عنده وهو نزول البدور فى منطقة القريات سبحان الله كان منزل اجدادهم فى القريات والاَن هم بالقريات ولكن قريات أجدادهم فى وادى السرحان قريات الملح وقريات الكار وقريات الماء "وجعلنا من الماء كل شىء حي" صدق الله العظيم

هذا ودامت الخلافات على الأرض بين سعدون باشا ورجاله وبين البدور عدة سنوات سجال وقد كان الشيخ ذياب محبوباَ عند عشائر البدور والعشائر المجاورة ولكن قوة سعدون باشا ونفوذه منعت العشائر من الوقوف معه؟ وفى أوائل عام 1909م تم الصلح بين سعدون باشا وبين البدور وكان الإجتماع فى مضيف سعدون باشا حضره كافة شيوخ المنتفق وشيوخ البدور ولم يدم الصلح طويلاَ حيث عادت الخلافات بين الطرفين يقول المحامى عباس العزاوى حسبما سمع:

أن القائد محمد فاضل الداغستانى والد أمير اللواء الركن غازى باشا ذهب بقوة على سعدون باشا فوصل له الخبر بأن يتحول من مكانه الى مكان اَخر وكان البدور قد اوعزوا الى القائد المشار اليه أن يطرده واهله وعلى كل حال انتقض الصلح وعادت الخلافات ولكن العشائر المجاورة انظمت الى عشائر البدور وكتبوا عريضة الى والى بغداد ووالى البصرة وذكروا ماقام به سعدون باشا واولاده ووقع المعروض من قبل أربعة عشر شيخاَ من شيوخ البدور وشيوخ العشائر المنظمة لهم

وما على القارىء الكريم إلا النظر فى مجلة لغة العرب العدد الأول هذا وعندما وصلت العريضة الى الولاة المذكورين أوعزوا الى والى الناصرية أن يُرحل سعدون باشا من قلعة المايعة الى مركز الناصرية وفعلاَ أرسلت الحكومة باخرتين الى المايعة ونقلت سعدون ورجاله فى جنح الظلام الى مركز الناصرية وهذا صاحب المجلة أعلاه يصف الحادثة بقوله: لما سارت الباخرتان بالميرة والمؤن الى المايعة لإنقاذ سعدون باشا وإذلال العشائر المعادية تحقق هؤلاء الأعراب أن الحكومة تذب عن حياضه إنتصاراَ له

هذا وعندما حط رحاله فى مركز الناصرية تجمعت عشائر الغزى والأزيرج والحسينات والعساكره مع عشائر البدور وطوقوا الناصرية وعندما نظرت الحكومة العثمانية الى هيجان العشائر أرسلت لهم وسيطاَ وهو السيد زيدان رئيس حراسات الناصرية الذى أجابهم الى إخراج سعدون باشا من الناصرية وطلبوا منهم المهربات ثلاثة أيام ونعود الى مجلة لغة العرب فيقول نصاَ: فى اليوم الثالث اكرهت الحكومة سعدون باشا على الخروج من مقره فخرج ذليلاَ بحماية الإبراهيم ووصل الى محل مزيد باشا ابن عمه فهو الاَن كالمستجير به

وعند خروج سعدون باشا من الناصرية وأولاده انتهى نفوذ السعدون فى منطقة المنتفق ويقال أن سعدون باشا ذهب الى البصرة لمواجهة صديقه طالب النقيب وعند وصوله الى البصرة القت القبض عليه الحكومة التركية وأبعدته الى حلب الشهباء* وأما أولاده عجمى بيك وثامر بيك فقد ذهبوا الى ابن رشيد واستعانوا به فى خلافاتهم على البدور والظفير وفى هذه الخلافات والوقعات التى خاضها الشيخ ذياب وبعده أخوه الشيخ شرشاب لم يحصلا على أي مساعدة من عشائر المنطقة ماعدا حلفاءه البوطبر والبونواد

وكانت هذه الوقعة التى وقفها البوطبر والبونواد مع الشيخ شرشاب هى التى شجعت المنطقة على الإنضمام الى البدور وإخراج سعدون باشا من البايعة ثم من الناصرية هذا وعند غياب الشيخ ذياب اَلت المشيخة الى الشيخ شرشاب وأصبحت الخلافات بين عجمى بك بدلاَ مما كانت بين سعدون باشا والشيخ ذياب وكما ذكرنا استنجد عجمى بيك بالأمير ابن رشيد وعند ذهاب البدور الى النجعة فى البادية الجنوبية فاجأهم ابن رشيد وعجمى بيك وهم فى موقع اسمه الزهراء فى الدبدبة والحجَرة وكانت البدور فى موقع دفاعى

وهذا صاحب مجلة لغة العرب يصف لنا ماحدث فى الزهراء نصاَ: لم ينس عجمى بيك مافعله أعداء أبيه فى السنة المنصرمة فتجهز للقتال بأن ذهب الى ابن رشيد وتزوج ابنته فأمر أعراب تلك الديار وهاجموا هجمة واحدة على البدور والظفير وكانت الواقعة من أشد الوقائع هولاَ خُذل فيها أهل العبث والفساد البدور والظفير وهذه الوقعة سنة 1912م ثم توجه البدور الى ديارهم القطيعة وكانت فى وقتها من اخصب الأراضى وعند دخول الخريف توجهوا الى الحنية والدبدبة ويظهر أن عجمى بيك لم يهدأ له بال

فجمع عشائره وحرضهم على البدور بحيث يقول صاحب المجلة اعلاه نصاَ: نزلت عشائر البدور أعداء عجمى بيك فى رحاب نبعة قريباَ من عشائر الزياَد ولما علم بذلك عجمى بيك نزل الشقراء ثم توجه نحو أبوغار وليس فى نيته اللحاق بابن رشيد لِما وقع فى جيشه من المصائب والخسائر فى هجومه على عشيرة الغليظ من عشائر شمر كما وقع بينه وبين عشائر البدور وقعات كان النصر فيها حليف البدور فاستعان عجمى بيك بالأمير سالم الصباح" ومن خلال هذه الخلافات والوقعات تبين لعجمى بيك انه لايستطيع محاربة البدور والظفير

"يتبـــع"
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس