عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2011, 10:46 AM   #2
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 342
افتراضي

الوشم بالذهب
الفراغ الروحي ، والفراغ الزمني ، قد يكون وبالا على صاحبه ، كما أن الترف ووفرة المال تجلب أحيانا أفكارا لا تخلو من الغرابة ، ومن ذلك ما ظهر مؤخرا بعد ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية ألا وهو الوشم بالذهب ، بحجة أن بعض النساء لا تستطيع شراء الذهب 0
الجلد الثمين : مركز تم افتتاحه في دبي بالإمارات العربية المتحدة يقدم الوشم العصري باستخدام الذهب والبلاتين ، قال ) أرنو فلامبو ) مدير المركز : إنها ثورة في مجال فنون الجسم ومجال الوشم ، إنها المرة الأولى التي نستطيع فيها استخدام مادة من عيار 24 قيراطاً من الذهب أو البلاتين في الجسم ، الفكرة يابانية في الأصل ، ويعتقد فلامبو أنها ستلاقي إقبالاً في دبي ، خصوصاً أن النساء العربيات يتزين برسوم مختلفة بالحناء في حفلات الزفاف وغيرها من المناسبات الخاصة 0
يقول فلامبو : أننا نستخدم الذهب والبلاتين وأيضاً تصميماتنا واضحة التفاصيل ، إنه نوع من الحلي للجسم فهو بين الحلي والمكياج والإكسسوار ، وأوضح أن طبقة رقيقة من الذهب أو البلاتين تستخدم في رسم الوشم الذي ينقل بعد ذلك إلى الجلد حيث يبقى فترة قد يصل إلى أسبوع ، ويستغرق وضع الوشم على الجسم نحو عشر دقائق أو أكثر تبعاً لتفاصيل التصميم 0
حكـــم الوشم بالذهب
الوشم بالذهب ليس هو من الوشم التقليدي المتعارف عليه ، بل هو صيحة جديدة لا سابق لها ظهرت في المجتمع الغربي وقُصِدَ نشرها بمجتمعنا لاعتبارات مادية ربحية ، ولا يخلو الوشم بالذهب من حالات هي :
1- إما أن يكون بالغرز وهذا لا شك بتحريمه 0
2- أن يكون بالرسم أو بالطبع وهذا لا يخلو من حالتين هما :
أ‌- رسم لا جرم له ولا يمنع من وصول الماء إلى الجلد ، فهذا حكمه حكم الحناء ، أي أنه حلال 0
ب‌- رسم له جُرم ويُكَوِن طبقة تمنع من وصول الماء إلى الجلد مثل المناكير ، فيكون حكمه كحكم المناكير 0
3- الرسم لا يخلو من حالتين هما :
أ‌- رسم لغير ذات روح فلا شيء فيه 0
ب‌- رسم لذوات الأرواح وهذا محرم 0
وردت الفتوى التالية في موقع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية :
السؤال : لدي سؤال خاص أرجو منكم التكرم بالإجابة عليه بعد تفهم حالتي والنظر إلى الموضوع من جميع جوانبه، قبل سنين مرت أجريتُ عملية في أسفل البطن وبقيت آثار للعملية والآن أفكر بعمل وشم على الجراحة لتحسين المظهر ، وقد بحثت عن الموضوع وتوصلت إلى وجود طرق حديثة وتقنيات عاليه للوشم بحيث أنه يكون تجميلي ومظهره رائع ويرسم على الجلد بالشكل والحجم واللون الذي أريده ، بل ذهب العلم إلى أكثر من ذلك ليصبح آخر ما قرأته أن الوشم بالذهب آخر صيحات الموضة لدى النساء ، وقد نويت أن أقوم بهذه التجربة وأرجو منكم إبداء رأيكم بالموضوع ليرتاح قلبي وأتوكل على الله ؟
الجواب : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فجزاك الله خيراً أيتها الأخت السائلة على سؤالك ، وزادك حرصاً ، وبارك فيك ؛ ونسأل الله أن يعافيك وينبغي أن نفرِّق أولاً بين أمرين ، وهما الوشم والرسم :
فالوشم : هو أن يَغْرِز فِي الْعُضْو إِبْرَة أَوْ نَحْوهَا حَتَّى يَسِيل الدَّم ثُمَّ يُحْشَى بِنَوْرَةٍ أَوْ غَيْرهَا فَيَخْضَرَّ ، وَقَدْ يَكُون فِي الْيَد وَغَيْرهَا مِنْ الْجَسَد ، وسواء كان الوشم بالكحل أو بالذهب أو بغيرهما فهو حرام وَتَعَاطِيه حَرَام بِدَلَالَةِ اللَّعْن ، كما ورد في صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ ( لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ ) ، وقد حرَّم الله الوشم لما فيه من حبس الدم بين اللحم وبين الجلد ، ولما فيه من إيذاء الجسد ، وكذلك تغيير خلق الله تعالى ، وأما الرسم على الجلد دون الوشم السابق فهو جائز بشروط وضوابط منها :
1- ألا يستخدم في مواد الرسم أو التلوين على الجسم مواد نجسة ( غير طاهرة ) حتى لا يكون ذلك من التضمخ بالنجاسة المحرم شرعا 0
2- وألا تكون مواد الرسم عازلة بحيث تمنع وصول الماء للجلد عند الوضوء أو الغسل الواجب ، فإن تمَّ الرسم على الجسم بالضوابط الشرعية المذكورة فجائز ، وكذلك لا حرج على المرأة في الرسم على الجلد لأنه نوع من التحلي ، وبناءاً على ما سبق ، فإننا نقول : يجوز لك أختي الكريمة استخدام الرسم بالذهب على الجلد ، ولا حرج في ذلك ، أما الوشم فهو حرام سواء كان بالكحل أو بالذهب أو بغيرهما ، والله أعلم 0
الوشم عند النصارى واليهود
فكما أن الوشم محرم في الإسلام وملعون فاعله ، فإن النصرانية حرمته أيضـاً منذ مجمع نيقية ، ثم حرمه المجمع الديني السابع تحريمـًا مطلقًا باعتباره من العادات الوثنية ، فقد تقدم مارتن مادون عام 1969م بمشروع قانون بتحـريم الوشم رسميـًا في انجلترا ، وأصدرت الحكومة اليابانية عام 1870م- مرسومًا يحرم الوشم ، و في تقرير نشره موقع قناة الجزيرة نقلاً عن شبكة رويترز الإخبارية ليوم الخميس 17/7/2003م حذرت اللجنة الأوروبية من أن هواة رسم الوشوم على أجسامهم يحقنون جلودهم بمواد كيمياوية سامة بسبب الجهل السائد بالمواد المستخدمة في صبغات الوشم ، وقالت إن غالبية الكيمياويات المستخدمة في الوشم هي صبغات صناعية صنعت في الأصل لأغراض أخرى مثل طلاء السيارات أو أحبار الكتابة وليس هناك على الإطلاق بيانات تدعم استخدامها بأمان في الوشم ، أو أن مثل هذه البيانات تكون شحيحة 0
وفي الموسوعة ويكيديا : الوشم ممنوع في اليهودية استنادا إلى التوراةسفر اللاويين، ويفسر هذا الحظر من قبل الحاخامات المعاصرة كجزء من الحظر العام على تعديل الجسم التي لا تخدم غرضا الطبية ، ورابطة الوشم مع معسكرات الاعتقال النازية الهولوكوست قد أعطته ومستوى إضافي للاشمئزاز لممارسة الوشم ، وحتى بين كثير من اليهود العلمانيين إلى حد ما غير ذلك وهو مفهوم خاطئ شائع بأن الوشم لا يسمح لأي شخص يحمل ليدفن في مقبرة يهودية 0
الوشم عند الشيعة
الروايات الشيعية تحرم الوشم مطلقا وليس تقييدا وهي روايات كثيرة منها على سبيل المثال كما في وسائل الشيعة للحر العاملي الجزء 17ص133 ( لعن رسول الله صلى الله عليه وآله النامصة والمنتمصة والواشرة والموتشرة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ) ، ومع أن الوشم عند الشيعة حرام ، إلا أن شيخهم السيستاني يفتي بجواز الوشم كما هو منشور بموقعه حيث قال : ( التاتو ) يجوز في نفسه ويجب ستره عن نظر الأجنبي إن عد زينة عرفا ، وقال عن وشم صور الأئمة الأطهار ، وأسمائهم المقدسة : لا یجوز إذا عد هتكا ، وقال عن وشم صور الحیوانات : یجوز ولكن الوشم في حد ذاته لیس أمرا مستحسنا وهناك روایات في ذمه ، وقال عن الوشم علی الجسم أو علی فروة الرأس : يجوز في نفسه ولا يمنع من الغسل أو الوضوء ، وقال يجوز في نفسه ولا يضر بالغسل والوضوء والصلاة ، وقال عن حكم الوشم الذي يرسم على الجسم بواسطة الإبر ، يجوز في نفسه 0
الفرق بين الوشم بالحناء والوشم العادي
الوشم بالكحل والرماد والأصباغ ونحوها ثابت لا يتغير أما الحناء فإنها غير ثابتة وما هي إلا لون خارجي فقط يزول بالأيام ، أما الوشم فإنه يكون داخل الجلد ولا يزول إلا بالجراحة ونحو ذلك من وسائل الإزالة 0
ففي موقع الإسلام سؤال وجواب للمنجد : هناك فرق بين الزينة الثابتة الدائمة التي تغيِّر لون وشكل العضو ، وبين الزينة المؤقتة ، فالأولى محرمة ، وهي من تغيير خلق الله تعالى ، والثانية مباحة ، وهي من التزين المباح 0
والوشم هو تغييرٌ للون الجلد ، وذلك بغرز إبرة في الجلد حتى يسيل الدم ، ثم يُحشى ذلك المكان بكحل أو غيره ليكتسب الجلد لوناً غير الذي خلقه الله تعالى لصاحبه ، والخضاب بالحناء وما يشبهه ليس من هذا الباب ، فهو ليس تغييراً للون الجلد ، بل رسومات ونقوشات وألوان تزول بعد مدة 0
حكم الوشم
ورد عن النبي r ما يدل على تحريم الوشم حيث ورد في البخاري : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ( لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى مَالِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) ، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري :قوله ‏ ‏(‏ لعن الله الواشمات‏ )‏ جمع واشمة بالشين المعجمة وهي التي تشم ‏(‏ والمستوشمات‏ )‏ جمع مستوشمة وهي التي تطلب الوشم ، قال أهل اللغة‏ :‏ الوشم بفتح ثم سكون أن يغرز في العضو إبرة أو نحوها حتى يسيل الدم ثم يحشى بنورة أو غيرها فيخضر‏ ، وقال أبو داود في السنن‏ الواشمة التي تجعل الخيلان في وجهها بكحل أو مداد ، والمستوشمة المعمول بها انتهى‏ ، وذكر الوجه للغالب وأكثر ما يكون في الشفة ، وسيأتي عن نافع في آخر الباب الذي يليه أنه يكون في اللثة ، فذكر الوجه ليس قيدا ، وقد يكون في اليد وغيرها من الجسد ، وقد يفعل ذلك نقشا ، وقد يجعل دوائر ، وقد يكتب اسم المحبوب ، وتعاطيه حرام بدلالة اللعن كما في حديث الباب ، ويصير الموضع الموشوم نجسا لأن الدم أنحبس فيه فتجب إزالته إن أمكنت ولو بالجرح إلا إن خاف منه تلفا أو شينا أو فوات منفعة عضو فيجوز إبقاؤه ، وتكفي التوبة في سقوط الإثم ، ويستوي في ذلك الرجل والمرأة 0‏
قال الدكتور محمد عثمان شبير : قال الشافعية : إن الموضع الموشوم يصير نجسا بانحباس الدم فيه ، فتجب إزالته لأن الصلاة لا تصح من حامل النجاسة ، ويلزم الموشوم بإزالته إن كان فعله باختياره ورضاه : أي بعد بلوغه ولو كان كافرا ثم أسلم ، أما إذا فعل به بغير رضاه : كالمكره والصبي لم تلزمه إزالته ، وحيث عذر في إزالة الوشم لا يضر في صحة صلاته ، وقد أشاروا إلى طريقة إزالته وما يترتب عليها ، فقالوا : إن أمكن إزالته بالعلاج وجبت إزالته ، وإن لم يمكن إلا بالجرح : فإن خاف منه التلف أو فوات عضو أو منفعة عضو أو حدوث شيء فاحش في عضو ظاهر لم تجب إزالته ، وتكفي التوبة في هذه الحالة ، وإن لم يخف شيئا من ذلك ونحوه لزمه إزالته ويعصي بتأخيره ، وسواء في هذا كله الرجل والمرأة ، وقد خالف بعض الفقهاء في نجاسة الموضع الموشوم ، فقد بوب الهيثمي بابا في طهارة الوشم وأنه لا تجب إزالته واستدل بما روي عن قيس بن أبي حازم قال ( دخلنا على أبي بكر رضي الله عنه في مرضه فرأيت عنده امرأة بيضاء موشومة اليدين تذب عنه ، وهي أسماء بنت عميس 0
قالت اللجنة الدائمة : يحرم الوشم في الجسم لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ) والوشم يكون في الخد والشفة وغيرهما من الجسم بأن يغير لونها بزرقة أو خضرة أو سواد ، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : أفيدك بأن الوشم في الجسم حرام ؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( لعن الواصلة والمستوصلة ، والواشمة والمستوشمة ) ، وإذا فعله المسلم في حال جهله بالتحريم ، أو عمل به الوشم في حال صغره ، فإنه يلزمه إزالته بعد علمه بالتحريم ، لكن إذا كان في إزالته مشقة أو مضرة فإنه يكفيه التوبة والاستغفار ، ولا يضره بقاؤه في جسمه ، وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : الوشم لا يجوز والرسول صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة والمستوشمة ، والوشم هو الإنسان يغرز الإبرة أو المخيط ونحوه في يده أو في وجه فإذا خرج الدم جعل فيه شيئاً النيل أو غيره من الأشياء التي تبقي نقطاً في وجهه أو في اليد مخالفة لصفة الوجه أو اليد ، فهذا الوشم تغيير لخلق الله فلا يجوز وما دمت فعلت في حال الطفولة وقبل البلوغ فليس عليك شيء ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يبلغ ، وعن المجنون حتى يفيق ) ، وإذا تيسر زوال الوشم بدون مضرة وجبت إزالته وإلا فلا شيء عليك والحمد لله ، وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في تعليقه على سنن النسائي في باب : لعن الواشمة والمستوشمة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال ( لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ) ، الوشم السابق يكفي فيه التوبة ، إلا إذا استطاع أن يعالجه ويزيله فهنا تلزمه الإزالة بحيث لا يترتب عليه مضرة ، وقال الشيخ ابن عثيمين : الوشم محرم بل إنه من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن الواشمة والمستوشمة 0000 أما لو تداوى فحصل له وشم من أثر العلاج فهذا لا يدخل في النهي وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ( والمستوشمة من غير داء ) أخرجه أبو داود ، ويلزم الواشم إزالة الوشم بالعلاج وإن لم يمكن إلا بالجرح فإن خاف منه التلف أو فوات عضو أو منفعة عضو أو حدوث شيء فاحش في عض ظاهر لم تجب إزالته وتكفي التوبة في هذه الحالة وإن لم يخف شيئا من ذلك ونحوه لزمه إزالته ويعصي بتأخيره ، وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله عن حكم الوشم بالليزر علمًا أنه لم يكن فيه أي نوع من الوشم المتعارف بحفر الجلد بالإبرة وحشوه ( كحل ، أو توت ) ولكن الوشم خارجي ، أي عمل الوشم بضوء سواء كان في الحواجب ، أو الشفائف ؟ فأجاب : لا يجوز هذا الوشم لأنه داخل في عموم الحديث بلفظ لعبد الله الواشمة والمستوشمة ولأنه داخل في تغيير خلق الله فيعمه الوعيد الوارد في التحذير من ذلك حيث لم يفرق بين أنواع الوشم فلا يجوز فعل هذا الوشم بأي صفة كان ، وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله : وهو مُحرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لعن الله الواشمات والمستوشمات وإذا حصل فإن قدر على إزالته لزم ذلك ، فإن لم يقدر فإنه يستره بثوب أو نحوه ويكون معذورًا ، وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : الوشم محرم وهو كبيرة من كبائر الذنوب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة والمستوشمة‏ ، فالواشمة هي التي تفعل الوشم بنفسها ، والمستوشمة هي التي تطلب من غيرها أن يعمل ذلك بها‏ ، كلاهما ملعونة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالوشم إذن محرم في الإسلام ، وهو كبيرة من كبائر الذنوب ، وهو من تغيير خلق الله سبحانه وتعالى الذي تعهد الشيطان أن يأمر به من استجاب له من بني آدم ، كما في قوله‏ ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ‏‏ ) سورة النساء 119 ، فهو أمر لا يجوز عمله ولا إقراره ، ويجب النهي عنه والتحذير منه ، وبيان أنه كبيرة من كبائر الذنوب ، ومن فعل بها هذا إن كان ذلك باختيارها ورغبتها فهي آثمة ، وعليها أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى ، وأن تزيل هذا الأثر إن كان في مقدورها إزالته ، أما إن كان فعل بها هذا بدون علمها وبدون رضاها ، كأن فعل بها وهي صغيرة لا تدرك ، فالإثم على من فعله ، ولكن إذا أمكن أن تزيله فإنه يجب عليها ذلك ، أما إذا لم يمكن فإنها تكون معذورة في هذه الحالة‏ ، وعن الوشم بالحناء قال الشيخ بأنه جائز ، وقال الشيخ محمد صالح المنجد في موقعه الإسلام سؤال وجواب : الوشم محرم بإجماع العلماء ، وفي موقع الإسلام سؤال وجواب للمنجد : والوشم هو تغييرٌ للون الجلد ، وذلك بغرز إبرة في الجلد حتى يسيل الدم ، ثم يُحشى ذلك المكان بكحل أو غيره ليكتسب الجلد لوناً غير الذي خلقه الله تعالى لصاحبه ، وفي موقع الإسلام سؤال وجواب للمنجد : للوشم الدائم ثلاث صور مجملة وكلها لها الحكم نفسه ، وهو التحريم ، وهذه الصور :
الأولى : الطريقة التقليدية القديمة ، وهو غرز الإبرة بالجلد ، وإسالة الدم ، ثم حشي المكان كحلاً أو مادة صبغية ، قال النووي رحمه الله : الواشمة فاعلة الوشم ، وهى أن تغرز إبرة أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف أو المعصم أو الشفة أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل الدم ثم تحشو ذلك الموضع بالكحل أو النورة فيخضر وقد يفعل ذلك بدارات ونقوش وقد تكثره وقد تقلله وفاعلة هذا واشمة ، والمفعول بها موشومة ، فإن طلبت فعل ذلك بها فهي مستوشمة وهو حرام على الفاعلة والمفعول بها باختيارها والطالبة له 0
الثانية : استعمال مواد كيميائية أو القيام بعمليات جراحية تغيِّر لون الجلد كله ، أو بعضه ، وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : انتشر بين النَّاس وخاصة النساء استخدام بعض المواد الكيميائية ، والأعشاب الطبيعية التي تغيِّر من لون البشرة بحيث البشرة السمراء تصبح بعد مزاولة تلك المواد الكيميائية والأعشاب الطبيعية بيضاء ، وهكذا ، فهل في ذلك محذور شرعي ؟ علماً بأن بعض الأزواج يأمرون زوجاتهم باستخدام تلك المواد الكيميائية والأعشاب الطبيعية بحجة أنه يجب على المرأة أن تتزين لزوجها ؟ فأجاب : إذا كان هذا التغيير ثابتاً فهو حرام بل من كبائر الذنوب ؛ لأنه أشد تغييراً لخلق الله تعالى من الوشم 0
الثالثة : طريقة الوشم المؤقت الذي قد تطول مدته إلى سنة ، وقد سئل الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله : ظهر حديثاً طريقة جديدة لعمل الكحل ، وتحديد الشفاه بطريقة الوشم المؤقت الذي تصل مدته إلى ستة أشهر أو سنة ؛ وذلك بدلاً من الكحل العادي ، وقلم تحديد الشفاه ، فما حكم ذلك ؟ فأجاب : لا يجوز ذلك ؛ لدخوله في مسمى الوشم ، فإن هذا التحديد للشفاه والعينين يبقى سنة أو نصف سنة ، ثم يجدَّد إذا أندرس ، ويبقى كذلك ، فيكون شبيهاً بالوشم المحرَّم 00000 فأما تحديد الشفاه بطريقة الوشم المؤقت : فأرى أنه لا يجوز ، فعلى المرأة أن تبتعد عن المشتبهات 0
وقال الشيخ خالد بن سعود البليهد : لا شك أن عملية الوشم في البدن من الكبائر التي حرمها الشرع وشدد في شأنها كما قال تعالى عن إغواء الشيطان لعباده ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ) ، وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ( لعن الله الواشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى ، مالي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله وما آتاكم الرسول فخذوه ) ، وقد حكى ابن قدامه وغيره إجماع الفقهاء على تحريم الوشم ، وهو من عمل الجاهلية الذي توارثه الناس عنهم ، وغالب ما يفعله النساء لغرض الزينة ، وهو يكثر في بعض مجتمعات المسلمين التي يروج فيها الجهل والخرافة والتمسك بالعادات البالية ، وقد تفنن الإفرنج اليوم في ممارسة هذا العادة الجاهلية ، والوشم مخالف للفطرة السوية ينفر منه العقلاء مشوه للبدن خاصة وقت الكبر وإن ظن بعض من طمست فطرته أنه حسن المنظر يحسن الهيئة ولكن العبرة بالشرع الموافق للفطرة 0
وحقيقة الوشم غرز الجلد بالإبرة أو غيرها من الأدوات الحادة لرسم رمز أو صورة أو شعار حتى يخرج الدم ثم حشوها بمادة دائمة من كحل وغيره بألوان مختلفة سواد أو خضرة أو زرقة وغيرها ، فيحرم على المسلم والمسلمة فعل ذلك مطلقا سواء كان لغرض الزينة أو العادات أو لاعتقاد فاسد وغيره ، ويتأكد التحريم إذا كان الوشم في الوجه للنهي الوارد عن وسم الوجه ، أو كان الوشم عبارة عن صورة من ذوات الأرواح للنهي خصوصا عن تصوير ذلك ، ويحرم القيام بالوشم في إنسان آخر أو الدعاية له وترويجه أو المشاركة فيه بوجه من الوجوه وكسبه محرم فلا يجوز لمراكز التجميل والصالونات توفير هذه الخدمة للزبائن ، ويجب على المسلم الانضباط في باب الزينة بالكتاب والسنة وترك ما عليه الناس من الجهالات ، ويجب على من فعله التوبة الصادقة من هذه المعصية وإزالة أثر هذه المعصية إن تيسر ذلك بإجراء عملية تجميلية وهو أمر ميسر غالبا مع تطور وسائل الطب الجراحي ، فإن تعذر ذلك لكون الإزالة تشق أو عدم القدرة على ثمنها أو يترتب على فعلها ضرر حسي لكبر أو الموشوم صحته البدنية لا تسمح بذلك أو قام مانع آخر معتبر لم يلزمه حينئذ إزالة الوشم لقوله تعالى ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) ، وقوله تعالى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) ، وقد نص الفقهاء على ذلك ، قال في كشاف القناع ( وإن لم يخف ) ضررا بإزالته ( لزمته ) إزالته لأنه قادر على إزالته من غير ضرر فلو صلى معه لم تصح ) ، ولا كفارة عليه إلا التوبة النصوح ، وإن كان فعل ذلك جاهلا أو فعل به وهو صغير ليس له قصد صحيح فلا حرج عليه ولا يأثم إن شاء الله0
التــاتو أو الوشم المؤقت
التاتو يستخدم لرسم الشفاه وتحديدها بشكل ثابت ، أو رسم العين بألوان الكحل ليكون الكحل ثابتاً ، أو تغيير شكل الحواجب ، والتاتو عبارة عن مكياج دائم يتم عمله من خلال مادة صبغية تبقى لسنوات مثله مثل الوشم قديما ، والفرق بينهما أن الوشم يصل إلى الطبقة السابعة من الجلد أما التاتو فيصل للطبقة الثالثة من الجلد ، تقول الدكتورة عبير خليل استشارية الأمراض الجلدية : إن التاتو عبارة عن إبرة رفيعة نحقن بها مادة معينة على شكل حبيبات تحت الجلد ، فتعطي ألواناً مختلفة ، ومن الأمثلة على ذلك: حبيبات الكبريت تعطي اللون الأصفر ، وصدأ الحديد يعطي اللون الأسود ، وأكسيد الكروم يعطي اللون الأخضر ، والكوبالت يعطي اللون الأزرق الفاتح ، الزئبق وصبغات نباتية يعطي اللون الأحمر 0
ونستطيع من خلال قراءتنا لنوع وحكم التاتو فإننا نستطيع القول بأن التاتو أنواع ثلاثة هي :
الأول : التاتو القائم مقام الحناء 0
الثاني : التاتو طويل المدة تصل إلى السنة 0
الثالث : التاتو المرادف للوشم بالإبر والحقن تحت الجلد 0
ففي موقع الإسلام سؤال وجواب للمنجد : التاتو هو ترجمة اللفظ العربي الوشم ، ومعلوم تحريم الوشم على النساء والرجال ، وهو من تغيير خلق الله تعالى ، وهناك طرق ثلاثة لوضع الوشم التاتو مكان الجزء التالف في الحاجب :
الأولى : غرز الإبرة بالجلد ، وإسالة الدم ، ثم حشي المكان كحلاً أو مادة صبغية تتناسب مع لون الحاجب 0
الثانية : وضع مواد كيميائية ، أو القيام بعمليات جراحية تغيِّر لون هذا الجزء التالف 0
الثالثة : الوشم المؤقت ، وهو وضع مادة لاصقة تشبه الوشم التقليدي ، لكنه خارج البدن ، لا داخله 0
والطريقتان الأوليان محرمتان بنصوص الأحاديث الصحيحة 0
والطريقة الثالثة أشبه ما تكون بالحناء والخضاب ، لا بالوشم المنهي عنه ، وهو جائز الاستعمال بشروط ، وإذا كان استعمال الوشم على سبيل إزالة عيب موجود بسبب حرق أو حادث أو مرض فالذي يظهر جواز ذلك ، وعليه : فيجوز استعمال الوشم الدائم والمؤقت لإزالة العيب في الجزء التالف من الحاجب ، وصبغ المكان بلون يشبه لون الحاجب ، وهذا الجواز مشروط بعدم ترتب ضرر من استعمال مواد ذلك الوشم ، وقد حذَّر كثير من الأطباء من استعمال المواد الكيميائية في الوشم ، وغيره ؛ لما يسببه ذلك من أمراض جلدية ، وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن حكم ما يسمى بالوشم المؤقت وهو عبارة عن صور تلصق على أجزاء من الجسم ثم تزول بعد أيام ؟ فأجاب : إذا كانت صوراً من صور الحيوان فهذا حرام لا يحل , وإن كانت صوراً عبارة عن أشجار وما أشبه ذلك من النقوش فلا بأس بها وتركها فيما أرى أحسن لأنه عبء على المرأة بزيادة الإنفاق ومراعاة هذه النقوش , فتركها أحسن ، وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية : أما الوشم بالأصباغ ( الطبع ) فحكمه حكم الرسم والتزين بالحناء ، ويجوز للمرأة دون الرجل بشروط :
1- أن لا يكون تصويراً لذات روح 0
2- أن لا يكون مما يلفت النظر إلى المرأة 0
3- أن لا يكون تشبها بالكافرات أو الفاسقات 0
4- أن يكون بإذن الزوج 0
وفي موقع الإسلام سؤال وجواب للمنجد : الذي نراه في الوشم المؤقت ويطلق عليه التاتو ، والأفضل عدم تسميته وشماً أن له حكم الخضاب بالحناء ؛ إذا كان بالصورة الواردة في السؤال ، وليس بالطريقة المحرَّمة ، وتكون الإباحة مقيَّدة بشروط :
1- أن يكون الرسم مؤقتاً ويُزال ، وليس ثابتاً ودائماً 0
2- أن لا تضع رسومات لذوات أرواح 0
3- أن لا تظهر هذه الزينة لرجل أجنبي عنها 0
4- أن لا يكون في تلك الألوان والأصباغ ضرر على جلدها 0
5- أن لا يكون فيها تشبه بالفاسقات أو الكافرات 0
6- أن لا تحمل الرسومات شعارات تعظم ديناً محرَّفاً ، أو عقيدة فاسدة ، أو منهجاً ضالاًّ 0
7- وإذا وضعه لها غيرها فيكون من النساء ، ولا يكون في مواضع العورة0
فإذا تمَّ هذا : فلا نرى مانعاً من التزين به ، وقد حذر بعض الأطباء من الأضرار الصحية لهذا الوشم المؤقت ، فقد جاء في جريدة اليوم السعودية ( العدد 11159 ) ما نصه : يلقى الوشم المؤقت أو ما يعرف بالـتاتو طلباً متزايداً من الفتيات في مختلف الأعمار ، خاصة في مناسبات الأعياد ، والعطلات المدرسية ، وحذر الدكتور أسامة بغدادي اختصاصي الأمراض الجلدية من الانجراف خلف هذه الملصقات ، التي تؤدي إلى تشويه الجسد في المقام الأول ، وتقود إلى الأمراض الجلدية ، نسبةً لدرجات الصمغ الموجود خلفها ، الذي يتسرب عبر مسام الجلد إلى داخل الجسم ، ويختلط بالدورة الدموية ، كما أن المواد الكيميائية الملونة بالملصق لها آثار سالبة على الصحة العامة 0
فإن ثبت ضرر هذه الطريقة وأنها تؤدي إلى الأمراض الجلدية أو غيرها ، فإنها تكون ممنوعة شرعا ، لأن المسلم ليس له أن يفعل شيئا يضر به نفسه أو غيره ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار ) صححه الألباني ، وسئل الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله : هناك طريقة جديدة لعمل الكحل وتحديد الشفاه بطريقة التاتو اشبه ما يكون بالوشم لكنه مؤقت ويزول وتصل مدته إلى ستة أشهر أو سنة بدلا من الكحل العادي وقلم تحديد الشفاه ؟
الجواب : هذا إذا كان يمكث هذه المدة ستة أشهر أو سنة فالذي يظهر أنه قريب من الوشم والوشم محرم ولكن باعتبار أنه يزول فلا يأخذ حكم الوشم التحريم المجزوم به لكنه على كل حال قريب منه فليحذر وليجتنب 0
وقال الشيخ خالد بن سعود البليهد : أما الأصباغ التي تسمى التاتو وتضعها المرأة على شيء من بدنها ولا تثبت على سبيل الدوام بل تزول بعد فترة من الزمن كأسبوع ونحوه ويسمى وشما مؤقتا فلا حرج على المرأة في وضعها إن لم يشتمل على أمر محرم كتصوير ذوات الأرواح أو قصد التشبه بمن لا خلاق لهم وغير ذلك من المفاسد ، وإنما جاز ذلك لأنه ليس في معنى الوشم ولا تنطبق عليه حقيقته والأصل في الزينة الجواز ولم يرد في الشرع دليل يدل على النهي عن ذلك والمرأة موسع لها شرعا في زينتها ما لم ترتكب محظورا وهذا من جنس خضاب المرأة بالحناء في اليد وغيرها وهو أمر مباح ، وقد ورد عن بعض السلف كراهة النقش مطلقا ولا يظهر وجه صحيح لهذه الكراهة لأن دلالة النصوص الإطلاق ولم يرد ما يقيد ذلك ، فعلى هذا إن كنت فعلتيه عن جهل وسفه فلست آثمة بذلك ويلزمك إزالته على التفصيل الذي سبق ، وقال الشيخ عبد الرحمن السحيم : حسب موقع ( باب ) فقد أفادت الدكتورة عبير خليل استشارية الأمراض الجلدية بأن التاتو عبارة عن إبرة رفيعة تُحقن بها مادة معينة على شكل حبيبات تحت الجلد ، فتعطي ألوانا مختلفة وتحذر الدكتورة عبير من أضرار التاتو ، وتعددها فيما يلي :
1- بعد فترة من عمل التاتو يرفض الجسم المادة المحقونة داخله ويفرز أجساما مضادة ليهاجم هذه المادة الغريبة مما يسبب تشوهات في مكان التاتو 0
2- عند إزالة التاتو نضطر إلى حفر الجلد ، ونلجأ لعمل جراحي ، وهو زراعة جلد جديد لترقيع المكان ، وقد نلجأ أحياناً للعلاج بالليزر أو بالصنفرة أو التقشير الكيميائي ، وكل ذلك يسبب أضراراً وتشوهات للجلد ، كما أن عملية التاتو تتم في الغالب في الصالونات على أيدي عمالة غير متخصصة يمكن أن تسبب أمراضاً خطيرة عن طريق العدوى من الإبر كالإيدز والكبد الوبائي والزهري وغيرها من الأمراض 0
ويشير الدكتور محمد بن عبد الله الطفيل استشاري السموم وتحليل الأدوية والأعشاب : إلى مخاطر التاتو في نقل الأمراض ، إذ غالباً ما يتم عمل التاتو من خلال حقن المادة الملونة بالإبرة ، أما الألوان المستخدمة لعمل التاتو فهي مواد كيماوية تسبب الحساسية والتهيجات والتشققات الجلدية ، والبعض منها يسبب أمراض السرطان ، وقد تؤدي إلى الأورام الجلدية ، وينصح الدكتور الطفيل بعدم استعمال التاتو إلاَّ إذا كان له مبررات طبية ، ويقوم به أطباء متخصصون بالتجميل والجراحة مثل حالة مرض البهاق عند شخص له بشرة سوداء ، إذا رأى الطبيب المختص أنه لاضرر من استعمال المادة الملونة لهذا الشخص ليجعل البشرة بلون واحد ، أما استعمال التاتو للتزين وإتباع الموضة فإننا لا ننصح بذلك لِمَا له مِن خطورة 0 أهـ 0
قال الشيخ محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الفائز : السؤال: أود أن أسأل عن التاتواج هل هو حرام أم يجوز عمله والتاتواج ليس كالوشم لأنه لا يظل للأبد فقط من سنتين إلى خمس سنوات على الأكثر لأنني بأشد الحاجة إليه لكي أصلح لون الفم الباهت لأنه يزعجني جداً جدا وطالبة من المولى - عز وجل - أن يزيدكم علماً تنفعون به الناس، وجزاكم الله خيراً، ولكم جزيل الشكر؟
فأجاب : الظاهر أن ( التاتواج ) لا يجوز لأنه من الوشم وكونه يزول بعد سنة أو أكثر فلا يغير من حكمه، لكن لك معاجلة الإشكال الذي لديك بغير ذلك من المواد وذلك بعد استشارة مختصة جلدية وتجميل ، أسأل الله أن يرزقك جمال الباطن بالتقوى، والظاهر بالجمال، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة..إنه جواد كريم 0
حكم إزالة الوشم
قال الدكتور محمد أحمد عبد الغني : ويلزم الواشم إزالة الوشم بالعلاج ، وإن لم يمكن إلا بالجرح فإن خاف منه التلف، أو فوات عضو، أو منفعة عضو، أو حدوث شين فاحش في عضو ظاهر ، لم تجب إزالته وتكفي التوبة في هذه الحالة ، وإن لم يخف شيئاً من ذلك ونحوه لزمه إزالته ويعصي بتأخيره، وسواء في ذلك كله الرجل والمرأة ، قال الدكتور محمد عثمان شبير : قال الشافعية : إن الموضع الموشوم يصير نجسا بانحباس الدم فيه ، ويلزم الموشوم بإزالته إن كان فعله باختياره ورضاه : أي بعد بلوغه ولو كان كافرا ثم أسلم ، أما إذا فعل به بغير رضاه : كالمكره والصبي لم تلزمه إزالته ، وحيث عذر في إزالة الوشم لا يضر في صحة صلاته ، وقد أشاروا إلى طريقة إزالته وما يترتب عليها ، فقالوا : إن أمكن إزالته بالعلاج وجبت إزالته ، وإن لم يمكن إلا بالجرح : فإن خاف منه التلف أو فوات عضو أو منفعة عضو أو حدوث شيء فاحش في عضو ظاهر لم تجب إزالته ، وتكفي التوبة في هذه الحالة ، وإن لم يخف شيئا من ذلك ونحوه لزمه إزالته ويعصي بتأخيره ، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : إذا كان في إزالته مشقة أو مضرة فإنه يكفيه التوبة والاستغفار ، ولا يضره بقاؤه في جسمه ، وقال أيضا : وإذا تيسر زوال الوشم بدون مضرة وجبت إزالته وإلا فلا ، وقال الشيخ ابن عثيمين : ويلزم الواشم إزالة الوشم بالعلاج وإن لم يمكن إلا بالجرح فإن خاف منه التلف أو فوات عضو أو منفعة عضو أو حدوث شيء فاحش في عض ظاهر لم تجب إزالته وتكفي التوبة في هذه الحالة وإن لم يخف شيئا من ذلك ونحوه لزمه إزالته ويعصى بتأخيره ، وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله : إن قدر على إزالته لزم ذلك ، فإن لم يقدر فإنه يستره بثوب أو نحوه ويكون معذورًا 0

الخـلاصـــــــة

يترتب على الوشم ما يلي :
1- اللعن والطرد من رحمة الله تعالى 0
2- تغيير خلق الله تعالى 0
3- ما يقع من كشف للعورات وفضح للسرائر والأجسام عند نقش هذه الأمور ومعلوم أنه يجب ستر العورة 0
4- ما يقع فيه كثير من المسلمين في التشبه باليهود والنصارى أو الفسقة في هذا الفعل ، فالبعض يقصد بالوشم التشبه باللاعبين أو المغنيين أو الفنانين
5- ما يقع من جراء هذا الفعل من أمراض جلدية معلومة عند أهل الطب 0
بعض المراجع والمصادر
1- موقع الشيخ ابن باز
2- موقع الشيخ ابن عثيمين
3- موقع الشيخ ابن جبرين
4- موقع الشيخ صالح الفوزان
5- موقع الإسلام سؤال وجواب للمنجد
6- موقع الباحث العربي
7- موقع الدكتور خالد الغامدي http://www.dralghamdi.net/
8- موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
http://www.quran-m.com/firas/arabicold/print_details.php?page=show_det&id=286
9- موقع أهل الحديث
10- أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلام للدكتور محمد عثمانشبير - كلية الشريعة والدراسات الإسلاميةجامعة الكويت
11- مقال للدكتور محمد أحمد عبد الغني الوَشَمُ رؤيةٌ شرعية وطِبية وخُلقية
12- موقع صيد الفوائد
13- موقع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
http://www.awqaf.ae/Fatwa.aspx?SectionID=9&RefID=14071
14- موقع أخبار اليوم
http://www.akhbarelyoum-dz.com/ar/2010-02-20-10-41-20/12189-2011-01-02-234425.html
15- صفحة الشيخ خالد البليهيد http://www.saaid.net/Doat/binbulihed/f/376.htm
16- منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
17- موقع لها أون لاين صفحة الشيخ الفايز
http://www.lahaonline.com/consultation/view/11999.htm
18- مجلة الإعجاز العلمي الصادرة عن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي فيالقرآن والسنة العدد الثالثوالثلاثون
19- مقال للأخت زينب سعود منشور
محمد فنخور العبدلي متواجد حالياً   رد مع اقتباس