عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2017, 11:26 AM   #4
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,131
افتراضي

"الجزء الثاني"

"من تاريخنا الثقافي"

تحدث حافظ وهبة عن سقوط الدولة السعودية الأولى فحدد أسباب سقوطها بقوله: كانت الدولة مستندة الى القوة العسكرية أكثر من استنادها على القلوب, والدعوة الدينية لم تتمكن بعد من قلوب الناس, فقد كانت الثورات تشب من وقت لاَخر لطرح الحكم السعودي لاسيما في البلاد البعيدة عن نجد كعسير وعًمان, لذا وجد محمد علي باشا ونفوذه المجال واسعاَ في جزيرة العرب , تحرش سعود بالأتراك والمصريين بإشارة من (1) غالب ونصائحه؟ والأتراك أهل الخلافة ويهمهم المحافظ على لقب خادم الحرمين, فهل يصبرون على عربي ينزع منهم الحرمين الشريفين ويحول دون حجهم؟ إن هذا أكثر من ثورة ضدهم, لذلك لم يكن لهم يد في القاء هذا الحمل على محمد علي باشا بعد فشل باشا بغداد وباشا الشام نت تأديب هذه الفئة, ووالي مصر يهمه أيضاَ بسط نفوذه في الحجاز, لأن ذلك يتفق مع مطامعه الواسعة ويشهر اسمه في العالم الإسلامي .

قال أبوعبدالرحمن: ولما ذكر أسباب السقوط هذه ذكر العوامل التي لو أًخذ بها لحالت دون السقوط بإذن الله, فقال (أي حافظ وهبة):"إني أعتقد لو أن سعوداَ إقتصر في الدعوة على جزيرة العرب وترك الحج حراَ للأتراك والمصريين, ولم يمس الناحية الحساسة في الترك وهي السيادة على الحجاز مااهتم الأتراك بأمره, فقد مكثت جزيرة العرب مدة طويلة ونار الفتن تأكل الأخضر واليابس, بل لقد الحجاج الأتراك والمصريون عرضة للنهب وللقتل في كل ناحية حلوا بها في الحجاز,وكانوا يحتملون هذا ويعدونه من الأعمال الطبيعية, وأي فرق بين اَل سعود والأشراف؟ الفريقان من العرب وأفضلهم من يحتفظ بسيادة الأتراك ولو إسمياَ, مع نشر الأمن والمحافظة على سلامة الحجاج وتوفير وسائل الراحة لهم .

ثم عرج حافظ وهبة على موقف علماء نجد من أسباب السقوط وعوامل البقاء, فقال:"أما بعض علماء القصيم فيحملون تبعة ماوقع على نجد من تخريب وتدمير على أيدي الحملة المصرية على اَل شيخ! لأنهم كانوا المسيطرين على السياسة الموجهين الى الأمراء باتباعها, فهم الذين أملوا عليهم خطة الشدة والعداء العام لسائر الناس, أما اَل شيخ فيدفعون هذه التهمة عنهم طبعاَ بالطعن على هذا الصنف من العلماء,وبممالأة أهل القصيم لوالي مصر وترغيبهم إياه لغزو نجد وتمهيدهم السبيل لذلك, وهم ينسبون ماوقع عليهم من المحن الى الذنوب والتقصير, والله يبتلي عباده المؤمنين بشتى المحن .

قال أبوعبدالرحمن: هي ثلاثة مواقف بعد كارثة محمد علي باشا وابنه ابراهيم الظالمة التي سحقت بلدان نجد, الموقف الأول: موقف من يرون شهر الدعوة في الداخل والخارج ولايبالون بأحد, وعندهم الثقة بنصر الله لهم مهما كان خصمهم سواء أكان الدولة العثمانية أم بريطانيا العظمى – والعظمة لله, وهذا مذهب جمهور طلبة العلم وعامتهم, وبعظهم لاوعي له بالقوى المؤثرة في السياسة العالمية خارج حدود نجد, فهي مكافئة للجيش النجدي على أكثر تقدير, ثم ترجَح عليهم الإيمان والتوكل, فالماخذ على هذا الموقف إما التغاضي عن الأسباب المادية المنظور, وإما قصور الوعي السياسي .

والموقف الثاني: من يوازنون بين حركة الدعوة والمناخ السياسي, وهذا الموقف يبدأ من ولي الأمر الذي يعلم قدرات رعيته وقدرات القوى السياسية التي تسير مجريات التاريخ, ويشع هذا الوعي لدى خاصة ولي الأمر من العلماء ذوي الفقه في الوقائع وفي الأحكام الشرعية معاَ, وتولد من أهل الموقفين أناس لايُحسبون على العلماء إلا بالمجالسة والفقه في العمومات وهم من يُعرفون بالمطاوعة, أي ذوي حالة وسط بين العلماء والعوام .
والموقف الثالث: موقف من ذكرهم الإستاذ حافظ وهبة ممن يرى الحد من سلطة المشايخ خوفاَ من كارثة أخرى ككارثة إبراهيم باشا, ولكنم انتهوا باَخره الى جفاء وتجانف عن الدعوة وحماتها اَل سعود, مع الدعاية السافرة للدولة العثمانية حالة سقوطها عسكرياَ وعلمياَ , والدعوة الى الإنتماء لأشراف مكة عُمال تركيا, وأما من سلف ذكرهم من أنصاف المتعلمين(المطاوعة) فكانوا يحفظون المنظمومات الوعظية وفيهم جهل وتزمت وجفاء,وليست عندهم سياسة الدعوة الى الله بالحكمة, ويفتاتون على الدولة في تغيير مايرونه منكراَ بايديهم, من ناحية إسبال الثياب ويشددون على أمر العمامة, ويحيفون على المشايخ ذوي الحل والعقد ويرونهم موظفين رسميين مداهنين, وعندهم تساهل في التكفير يكفرون جماعات وبلداناَ بأعيانها .

واستشرى ضرر هذه المواقف منذ الفتنة بين الإمامين الأخوين, عبداللة وسعود إبني الإمام فيصل بن تركي رحمه الله الى معركة السبلة الفاصلة, وهذا أمر طبيعي في تاريخ البشر, فكل كارثة يتبعها عادة الشتات في الرأي, حتى توجد قيادة حكيمة قوية, تحزم الاَراء لصالح الوحدة كما فعل الملك عبدالعزيز رحمه الله,وأعتبر اَراء ابن سحمان اهم مصدر لما عنيته اَنفاَ, لاسيما انه أدرك عهد الفتنة والعهد الرشيدي, وعهد الملك عبدالعزيز رحمه الله الى سنة 1349هـ ,بل هو مصدر للمعركة العلمية بين ورثة علم السلف واهل البدع .

"بين معركة الصريف وحصار الرياض الأول سنة 1318هـ"

كنت في زيارة اسمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن فيصل اَل سعود,وكان الحديث عن أداء الواجب في زيارة الأقارب وشبههم وحق الكبير,وورد الحديث عن حق كبيرة من قريبات سموه ولدت منذ وقعة الصريف, وحدث النزاع:هل كانت الوقعة عام 1318هـ أم عام 1319هـ ؟ وبناء على الحاح الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن ابن مبارك على التاريخ الأول, دلفت الى مكتبة سموه, وكان أقرب مصدر يواجهني كتاب"شبه الجزيرة" لخير الدين الزركلي وإذ به يقول:"يوم 17/11/1318هـ فاز ابن رشيد (يعني في وقعة الصريف) وانهزم ابن صباح الى الكويت بمن بقى حياَ من رجاله,ثم قال:"وجاءه أبوه الإمام عبدالرحمن بعد هزيمة الصريف فاستقبله عبدالعزيز على أبواب الرياض, واتفقا على العودة الى الكويت بمن معهما .

قال أبوعبدالرحمن: وانكر سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بإصرار وقطع أن يكون الإمام عبدالرحمن جاء للرياض بعد وقعة الصريف عام 1318هـ أثناء حصار عبدالعزيز للرياض, وسموه اعلم بأحوال جده وتاريخ أسرته, وقلت في نفسي: إذا وقعة الصريف تاريخاَ قريباَ, وكان المؤرخ كالزركلي قريباَ من المصادر الموثوق بها ومع هذا يحصل الإختلاف؟ فإن قضايا التاريخ فيما قبل ذلك ستستخلص بالمناقيش إن أسعفت!! وهالني أن اجد أكثر من إختلاف في هذه المعركة, وقد أسفرت مراجعاتي العاجلة عن عدة تساؤلات لحوحة, ماهو خط سير الإمام عبدالرحمن بن فيصل اَل سعود منذ هزيمة الصريف؟ ومتى وقعت المعركة؟ وماهي القصة الكاملة لحصار الملك عبدالعزيز رحمهم الله جميعهم الرياض للمرة الاولى عام 1318هـ ؟ وكم هو عدد جيش الفئتين في معركة الصريف؟ وكم هم رفاق عبدالعزيز في حصار الرياض؟ وأين هو حضور الرواية الشفوية, والشعر العامي والوثائق في التاريخ النجدي؟ ولماذا يحصل الإختلاف في تاريخنا في تاريخنا النجدي الحديث, وهذه الأحداث تُروى مشافهة عن معاصريها المصطلين بها .
وحينما اذكر الرواية الشفوية أذكر عدداَ من أبناء الملك عبدالعزيز- وهم من المخضرمين ولديهم تاريخ لم يدون بعد, وقد سمعت نصاَ من صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز, أن لديه نوادر عن الملك عبدالعزيز لم يملها بعد, وحضرت مجلساَ حفيلاَ لمعالي الشيخ عبدالله العدوان, والشيخ علي النفيسي والشيخ الحافظ مجهول القدر سعد الرويشد, في منزل الإستاذ عبدالله السويلم, فسمعت مشافهة من المعايشين والمخضرمين نوادر تاريخية يطرب لها كل من يفخر بالكثير من تاريخ هذا البلد, وتذكرت أني قرات كتاباَ عن الملك عبدالعزيز للشيخ أحمد علي موصلي رحمه الله أتيح لي الإطلاع على نسخته الخطية فوجدت فيه نوادر من الرواية الشفوبة, وفي جعبة الاستاذ عبدالله السويلم كثير من الأخبار النادرة .

وحينما أشيد بالرواية الشفهية أذكر أن مجالس بعض الوجهاء والأمراء, كمجلس الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو الأمير خالد الفيصل, وسمو الأميرعبدالرحمن بن عبدالله, وسمو الأمير سعود بن سلمان بن محمد, تضم مشايخ بادية عايشوا الأحداث, وتضم أحفاد مشايخ وفرساناَ, وتضم دكاترة وطلبة علم, فتجتمع خبرة طالب العلم المستمع, ورواية المعايش والمخضرم فينتج عنها تاريخاَ محققاَ لم ينشر,فلاذا يضيع التاريخ الشفهي, وهو أحفل سمر الوجهاء والعلية وذوي التخصص؟!! وأذكر الوثائق لأني رأيت التاريخ النجدي في حيص بيص عن الحاددثتين الاَنفتي الذكر, ولم اجد تاريخا دقيقاَ باليوم والساعة عن إحدى الحادثتين, ككتاب العلاقة بين نجد والكويت لخالد السعدون,فقد حدد خروج الحملة من الكويت في شعبان سنة 1318هـ , وذلك يوافق 22ديسمبر1900م .


1-غالب:هو الشريف غالب بن مساعد بن سعيد بن سعد أحد أشراف مكة ناكف الدولة السعودية الأولى طويلاَ حتى تم عزلة من قبل محمد علي باشا ووفاته 1233هـ/1817م منفياَ في اليونان . "أبوشاري"

"يتبـــــــــــع"

التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 11-28-2017 الساعة 01:46 AM
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس