عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2011, 06:18 PM   #6
مشرف قسم المستشرقين
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 724
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على نبينا محمد ،وعلى آله وأصحابهِ أجمعين..

أما بعد..

فإن عنوان هذه الكلمة هو"الحياة السعيدة "،أو" الحياة الطيبة " ،لا شك إن كل أحد يطلب الحياة السعيدة، والحياة الطيبة،ويريدها ولكن الشأن فيما يحقق هذا المطلب،والأسباب التي تؤدي إليه، هذا محل الاختلاف بين بني البشر ، فمن الناس من يرى أن الحياة السعيدة والحياة الطيبة أن ينال الإنسان من ملذات الدنيا وشهواتها، وأنْ يُعطى ما يطلب من مُتع الحياةِ الدنيا، يرى أنٌ هذا هو الحياة السعيدة والحياة الطبية ، ولذلك قال الله جلٌ وعلا : ﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ﴾ (البقرة:200)

قال سبحانه وتعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ﴾ ؛ (آل عمران:14)

قال الله جلٌ وعلا: ﴿ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ۝ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ ؛ (آل عمران: 14-15)

قال تعالى: ﴿ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا مَتَاعٌ ﴾ (الرعد: 26) ؛

وقال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ۝ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ۝ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ۝ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ؛ (يونس:7-8-9-10).

فهذا الصُنفْ من الناس قاصر النظر لأنه قصر نظره على هذه الحياة، وظن أنها هي مناط السعادة والحياة الطيبة في شهواتها ومتاعها،فأُغريَ بها وقصر همته عليها إما لأنه لا يُؤمنُ بالآخرة ،وإما أنهُ يؤمنُ بها ولكن شغلته الدنيا عنِ العملِ لها،فالحاصل أن هذا خاسر وحياتهُ تعِسةٍ مهما أوتيَ من الأموال والمُتع والملذات فإن هذا استدراجٌ من الله، ومتاعٌ قليل ثم يُعْقِبهُ حسرةٌ دائمة قال تعالى: ﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ ؛( التوبة:55)

قال سبحانه: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ۝ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ ﴾؛ ( المؤمنون:56-55)

فالدنيا يُعطيها الله من يُحب ومن لا يُحب كما في الحديث الصحيح عنِ النبي "صلى الله عليه وسلم" إنه قال: ( إن الله يُعطي الدنيا من يُحب ومن لا يُحب، ولا يُعطي الدين إلا من يُحب )؛ وقال: ( لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربةَ ماء).


وكان عيشُ النبي "صلى الله عليه وسلم"وهو سيدُ المرسلينِ وإمامُ المتقين، كما تعلمون أنه "صلى الله عليه وسلم" كان يجوعُ حتى يربطُ الحجر على بطنه من الجوع، وكان يَنامُ على الحصير حتى يُؤثر في جنبه، "عليه الصلاة والسلام" .


وكان يُجاهد في سبيل الله ويُجالد ويتعرض للأخطار، وهو رسول الله "صلى الله عليه وسلم".. ولو أراد هذه الدنيا لأعطاهُ الله إياه، فالله عرض عليه أنْ يجعلهُ ملكاً رسولاَ كداوود عليه السلام وسُليمان عليهما السلام ملكاً رسولاً،أو أنْ يجعله رسولاً ولا يكون ملكاً فأختار أن يكونُ رسولاً، وقال أجوع يوماً وأشبعُ يوماً أختار النبي "صلى الله عليه وسلم" هذا. لأن الدنيا متاعٌ زائل وغرورٌ، ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ ، مهما أوتيَ الإنسان منها فإنه إما أن يزول ويتركها،وإما أن تزول وتتركهُ،إنما الحياةُ الباقية والحياةُ الطيبة والحياةُ الدائمة هي الدار الآخرة، قال تعالى: ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ﴾ ؛ (العنكبوت:64)

منقول --------
حميد الرحبي متواجد حالياً   رد مع اقتباس