عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2011, 11:24 AM   #1
مشرف قسم المستشرقين
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 724
افتراضي قصة ( الله يرحم مزنه )0

بسم الله الرحمن الرحيم


قصة ( الله يرحم مزنه )
==============

مزنة بنت منصور المطرودي، وقد أحست بالغيظ من ضياع حلال والدها هكذا عنوة وبماء بارد، وما كان منها إلا أن فتشت عن ثياب لأخيها في المخزن فارتدها ووضعت العقال على رأسها وأحاطت وجهها بلثام باستدارة الشماغ، وقفزت على ظهر الفرس وجاءت بالنساء ليحطن بها من بعيد متخفيات بأنواع من اللبوس وكأنما هن من بطانة الفارس الملثم، ثم هبت هبة سريعة تعدو بفرسها باستعراض دائري لايقترب كثيرا من البدو ولكن تكون على مرأى منهم وكأنما تتهيأ لهجمة تباغت اللصوص وتحصد رؤوسهم، وظلت تدور وتستعرض مرتين أو ثلاثا حتى أحدثت في نفوس اللصوص رهبة وتحفزا لما يمكن أن يحدث لهم من هذا الفارس الذي فاجأهم وقد كانوا يظنون المكان خاليا من الرجال، وهنا اقترب الفارس الملثم وقد نضجت قلوب البدو خوفا ومفاجأة، حتى خاطبهم الفارس الملثم بصوت أجش مقتضب الكلام قصير الجمل وبروح آمرة ومتغطرسة تأمرهم برد المواشي وقد طلقت باالثلاث ان لم تردو الحلال سوف اقتلكم والمره ليس لها طلاق وهذى لكي تقنعهم انها رجل وهذى من دهائها الخارق للعادة وامرتهم باالاتجاه أذلاء نحو البيوت عائدين، تقول هذا وهي تنطلق بفرسها في دائرة طويلة تحيط بالمكان من بعيد مشهرة البندقية ومستعرضة على الفرس ومع حركات تتبادلها مع صواحبها من النساء المتربصات من بعيد وكأن الجميع يمثلن خطة عسكرية في التطويق والانقضاض.


بعد كل هذا الاستعراض المهيب استسلم البدو وقرروا رد المواشي ولكنهم سألوا من نحن بوجهه، فقالت لهم: أنتم بوجه حماد المطرودي، قالتها بصوت أجش استسلموا معه وعادوا مع الغنيمة إلى بيوت المطرودي، وهناك نزلوا في الضيافة لتأتيهم القهوة ويأتيهم وعد بالعشاء الذي راحت مزنة ونساء العائلة يجهزنه للضيوف الأعداء، إلى أن حضر الرجال عائدين من عنيزة وعلموا بالخبر وصاروا يرحبون بضيوفهم ولم ينكشف الأمر إلاحينما أصر البدو على معرفة الفارس الذي واجههم في تلك الظهرية، وهنا أبلغهم الأب أن الفارس لم يكن سوى بنته مزنة.


حميد الرحبي متواجد حالياً   رد مع اقتباس