عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2018, 05:51 AM   #10
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,248
افتراضي

تابع
*من قصص الفارس والعقيد المعروف النبيقي الزوين من كبار المصاعب من الصقور حدثنا عودة بن زلة الصقري رحمه فقال :غزا أحد زعماء القبائل على قبيلة الصقور فأستاق أبل للمصاعب من الصقور وعندما علم الزوين تجهز للمسير خلف هؤلاء القوم الغزاة لأسترجاع الأبل وذهب هو وجمع من جماعته وبعد مضي يومين أدركوا القوم وهم على غدير الرهالي حيث ذبحوا جزورين وتغدوا ومن ثم تقاسموا الأبل ووضعوا الوسم عليها وخططوا جنوب الأبل من دم الجزورين وأرسلوا من يبشر أهلهم بالفود وكان هناك رجل مسن من جماعة الغزاة الذين أخذوا الأبل وهو يعرف أن الصقور سوف يلحقون ويفكون أبلهم بحيث عندما جاء البشير أبلغه أن لا يتفاءل أكثر بل وقال له سوف يأتون غزونا مسرودين وفعلاً حصل ذلك فقد لحق الزوين كما أشرنا وفك الأبل وأخذ ركايب القوم الغزاة ومن عليهم بأعتاقهم وأعطاهم ما يحملهم إلى أهلهم وعندما عاد الزوين بالأبل وتحدثوا عن ما حصل لهم قالت شاعـرة من الصقور قصيدة تصف فعل قومها منها هذه الأبيات تقول :

يا أهل النقا مـا عـاد فيها تصاديـد *** أنشـد طبق يا جديع شيخ الخلوفـي
حنـا المصاعب يا رجال المساعيد *** يا أهـل الفعايـل مكرمين الضيـوفي
تـبـغـون جـل اذوادنـا والمـفـاريـد *** ومـن دونهن عـود القنـا والسيوفي
من دونهـن عـود القنـا والبواريـد *** ومركـاض ربعي باللـزوم معروفـي
لحقـك أخـو وضحى وربع مواريد *** يـبـون شـقـح خطـطـن بـالـدفـوفـي
جاكـم هملـولٍ طمكـم لـه رواعـيـد *** وسهجتهـن مـا كـن عينـك تشـوفي
راح البشير وصـار علمـه مناقيـد *** وأصبح مفيـده بس صفق الكفـوفي
يا مـا قطعنا من السهال السراميد *** مـن فـوق حـمـرٍ دلـلـن بالـشنـوفـي
بين الرهالي وبيـن حـزم الجلاميد *** بـس الحـبـاري والقطـا لـه رفـوفي

*- ومن قصص العقيد النبيقي الزوين هذه القصة كان في أحد غزواته يرافقه العقيد مبيريك العبر من عقداء وشجعان الصقور وعندما أقتربوا من ديار القوم طلب مبيريك من النبيقي أن يسمح له بالذهاب بمفرده ولا يرافق الغزوا بحيث أنه عقيد والنبيقي عقيد فسمح له على أنه لا يشاركهم في كسبهم وهم أيضاً ليس لهم شرك في كسبه ثم اغاروا على أبل القوم وأستاقوها وذهب مبيريك إلى قطيع من الأبل الوضح ( المغاتير ) فغنمها وبعد أن اجتمع مع العقيد النبيقي ومن معه من الصقور تعلقت نفس النبيقي بالأبل الوضح التي كسبها مبيريك فطلب منـه أن يجود له بها مقابل حصته من فوده فقبل مبيريك كرامة للنبيقي وعندما وصلوا إلى أهلهم وهم كاسبين وغانمين علمت زوجة مبيريك أن الأبل الوضح هي كسب زوجها وقد أعطاها النبيقي فغضبت عليه وجاءت إلى زوجها وهو في مجلسة وعنده عدد من الرجال وكان مبيريك له شنبات طوال وكان يتردد على الحي رجل تاجر قماش يسمى فضاله له شنبات فقالت المرأة بغضب ( لماذا تعطي الأبل يا شوارب فضاله وأنت أحق بها ) فكضم الغيض مبيريك وطلق زوجته بهذه الأبيات :

شـواربـي مـاهــن عـلـيـه معـيـبـه *** واليوم يا دافي الحشا شفتهن عيب
أنـا الشجـاع الـلي لـربـعي رقـيـبـه *** وأنـا الـدليـلـه بالفيـاض العباعيـب
وأنا الـلي أخلط سرحها مع عزيبه *** الـيا هـاب عشيق البنات الرعابيب
ولانـي النسيب الـلي يناقـر نسيبـه *** كـانـه بدالي بالردى زدت أنا طيـب
شـدي كتبـك وضلتـك وأركـبي بـه *** وروحي لبوك بكل حشمه وتوجيب
الـقـا بـدالـك مـن عـربـنـا خـطيـبـه *** وأنـتي يجيك من الرجاجيل خطيّب

وقد أمر أخوه أن يوصلها إلى أهلها وقال لها خوذي ما يلزم من الأثاث والأبل وأذهبي إلى أهلك فأخذت ما يلزمها وذهب معها أخيه وكان بيت النبيقي في طريقهم فقالت لأخو زوجها مر على النبيقي وأخبره بالقصة لعله يتوسط في الموضوع لكي يقبل رجوعها فمر على النبيقي وأخبره بالقصة وما كان من النبيقي الا أن نادى لأبنته وقال لها أذهبي لبيت مبيريك العبر وأبلغيه يحضر فوراً وأبقي في البيت حتى يأتيك مني خبر فذهبت وأبلغت مبيريك بما قال والدها فحضر مبيريك وعقد له النبيقي على أبنته وتزوجها في ليلته وهكذا شيم الرجال وعندما عاد مبيريك العبر دخل على زوجته وشعر كأنها غير راضيه وقال قصيده منها قوله :

يا بنت لولا أبوك ما انتي على البال *** مـار الـلي محلي بـك بعـيـد المدالي
الـيـا حـلـوا مـابـيـن جيشي وخـيـال *** زيـزومـهـم لعـيـون شـقـح المتـالي

* أما الشاعر عوده بن زله الصقري رحمه الله فهو من شعراء عنزة المعروفين وله قصائد كثيرة حدثني عن قصة جرت عليه وذلك في زمن ليس ببعيد ففي أحد السنين المجدبة كانت المواصلات قليلة سافـر عودة بن زلة من منطقة الخور في ضواحي طريف إلى القيصومة بحثاً عن الرزق وعندما وصل إلى القيصومة في منطقة حفر الباطن أصيب بمرض مفاجي أقعده عن الحركة وهو لا يعرف أحد ولا يستطيع المسير فوقع في أحد الشعاب في ضواحي القيصومة وقد شاءت قدرة الله وعنايته أن يمر بالقرب منه رجل من أهل الخير فسمع أنينه وأسعفه إلى المستوصف وعالجه وأخذه معه إلى بيتـه وقدم له القهوة والعشاء وبعد أن زالت عنه الوعكة وأستعاد قواه سأله ممن تكون أيها الضيف فقال له عـودة أنت أيها الرجل عملت معي معروف دون معرفه وأرغب أعرف ممن أنت أيها المعزب الكريم فقـال أنـا راشد الرويحلي من الجعفر من عبدة من شمر فقال عودة بن زلة والنعم بك يا رجل أما أنا يا ضيفك فأسمي عودة بن زله من الصقور من العمارات من عنزة وأسمح لي أن اسمعك هذه الأبيات فقال تفضّل فقال عودة يذكر ماحل به ويثني على راشد الرويحلي الشمري الذي أنقذه فيقول :

شرقت أنا من طريف وأهلي بالخور *** الـلـه رمـانـي بـالحـفـر يا ظـنيـني
الـلـه يسـوق العـبـد والعـبـد مامـور *** والـلي كتـب لـه يكتـبـه بالجبينـي
أزحف على الرجلين عجزت لا أثور *** ملـك المـوت بكـل حـزه يـجـيـنـي
الـلـه خلـق المـوت والـدرب مـاثـور *** وأجـدودنـا مـن قـبلـنـا فـايـتيني
أنشد وأنـا مرضان ما حولنا صقور *** تـرى القـرايب عـزوتي منتحينـي
مرباعهـم مابين عرعـر وأبا القـور *** ومقيضهـم البريت وقـت القطيني
أظلـم عـلي الليـل والنـاس بقـصـور *** وأنـا غـريـب وطـايـح بالبـطـينـي
ولامـن صـديـق يزعجـن يـم دكتـور *** تكـفـون يا الأجـواد يـالمسلميـني
اليامـا لفانـي كاسـب الطيـب منعـور *** الشمـري بـاللـيـل جـابـه ونـيـنـي
يا الجعفـري جعلك عن النار ماجـور *** حلفت أنا ماانساك طول السنيني
يـوم اتقـلـب واشتـكي وأنـت ناطـور *** نـوب عـلى يسـراي نـوب يمينـي
من نجمة المغـرب اليـا طلعت النـور *** تحـضـنـي حـض الأبـو للجنيـنـي
أكتـب بياض مع هـل الهجن منشور *** لراشد زبـون الحرد علمـه يبيني
مـن لابــة لا عـزلـوا كــل صـابـــور *** شمـر هـل الـردات حبس الكميني
يـا مـا وقـع بنحـورهـم كـل مسطـور *** وعاداتهـم للضيف ذبح السميني

وقـال الشاعر عودة بن زله الصقري رحمه الله هذه القصيدة يثني على صلال بن حجنة النفيعي بعد أن جاور الحجن وشاهد طيب أفعالهم فقال يشيد بكرمهم وحسن قربهم :

الـبـارحـة بـالـكـبـد مـثـل الـمـلايــل *** الـلي دخل بالقلب تسعين هاجوس
يـا الـلـه يـا مـنـشي ثـقيـل المخايـل *** تفرج لقلب عن هوا البال منكوس
بـلاي أنـا لا قـيـل مـخـطي وعـايـل *** وهـرج يورد بالصناديق مدسوس
ولا يسقي العطشان شرب المشايل *** ولاينفع الخايب إلى جاك حاسوس
يوريك نجـوم الليـل ضهـر القوايـل *** وإلى طلبتـه حاجة تقـل مضروس
خطو الولد لو طاب ما من صمايـل *** يبي الكرم والطيب ويقطع الروس
مـار الـردى والطـيـب لـهـن دلايـل *** رجـم طويـل يـدهـلـه كـل قـرنـوس
عيـوا عـلى الشيمة عيـال الحمايـل *** مـا هـو طمع بفلوسنا مار ناموس
عيال الحجن الـلي تحـوش النفايـل *** عـدٍ نهار الضيق لا يبسن رسوس
مـا طـاوعـوا بالـجـار قـولٍ وقـايـل *** يوم النواظر حكيها رفت ورمـوس
بـمـربـع يـرمـون كـبـش وحــايــل *** يوم الردي للضيف مايمغر الموس
مـن ذربـة العـتـبـان هـل الـفعـايـل *** ماطبهم عرق الهكاري مع العـوس
حـمـايـة الـسـاقـات يـوم الـدبـايــل *** أن جتـك بالفرسان دكلة وكردوس
كـم ابـلـج بالـكـون يشـفي الغـلايـل *** من دون شقح دلهن كـل عاسوس
وادلالهـن الجـرسـان مع الـفـلايـل *** يرعـن قـرار بالصحاصيح مانوس
قـلتـه وأنا مجناي من صلب وايـل *** كـم فارس بنحورهم طـاح مديـوس
حـنـا الصـقـور مـزبنيـن الدخـايـل *** أن كان كلحت الشفايا عن ضروس
مـا نـقـبـل العـيـلات والحـق مـايـل *** حنضل على كبد المعادين ممروس
يـا مـا عـزلـنـا دقـهــا والـجــلايــل *** ويا ما عدينـا باللواهيب واشموس
ويـا مـا وردنـا جـيـشـنـا للـثمـايـل *** وياما حدرنا من مراقيب واطعوس
وكـم واحـدٍ نـوطـاه والـدم سـايـــل *** خلي عشا لمهرفل الذيب مفـروس
ولا تحـتـكـر الطيـب دون الـقـبـايـل *** خشرٍ به الأجواد والعلـم مدسوس

يتبع
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس